الصباح
أحمد جلال
سيادة الوزير.. لا تخدعنا بوهم حضور الجماهير
«لن نستطيع تأمين مباريات الدورى العام، بحضور جماهيرى، قبل 3 سنوات على الأقل»!!.. هكذا صدمنى طارق الرفاعى رئيس شركة المدرج، المسئولة عن تأمين المباريات، مشددًا على أن كل ما يتردد فى الوسط الرياضى، من محاولات لإعادة الجماهير للمدرجات، مجرد مسكنات، لأن عودة الجماهير إلى الملاعب، بضمانات كافية، تحول دون تهديد أرواح المتفرجين، ومن دون تكرار سيناريو مأساة بورسعيد، أو ملعب الدفاع الجوى، يحتاج إلى تطبيق نظام تأمينى، لا يتوافر إلا فى 5 أو 6 ملاعب مصرية فقط، فى وقت يحتاج فيه الدورى العام، لأكثر من 10 إلى 15 ملعبًا، بحكم ارتفاع عدد الأندية إلى 18 ناديًا، وتداخل العديد من المباريات، والمواعيد، يرفع عدد الملاعب المفترض توافرها إلى هذا الرقم الكبير.
هذه المعلومة، حسبما وصلت إلى وزير الشباب والرياضة، لكنه رغم ذلك يصر على أن يعقد ورش العمل، ويدعو رؤساء الأندية الشعبية وغير الشعبية، فى حوارات مجتمعية منفصلة، ومن بعدهم صفوة من رجال الإعلام، رغم أن الطرف الحقيقى والمؤثر، فى القرار نفسه، أعلن صراحة، أنه لا مفر من كشف الحقيقة على أرض الواقع.
والغريب أن وزير الشباب والرياضة سيلقى بكل توصيات رؤساء الأندية الشعبية وغير الشعبية، إلى ملعب مجلس الوزراء، حتى يتخذ القرار، من دون أن تكون مسئولية عودة الجماهير موكلة له وحده، وربما التمس له بعض العذر فى ذلك، بعد أن ورطه بعض المحيطين به، من رؤساء أندية، وإعلاميين، فى الضغط على الأمن لإعادة الجماهير، ثم كانت صدمة أحداث الدفاع الجوى، التى تكررت فى فبراير، على شاكلة أحداث بورسعيد، وكأن الكرة المصرية موعودة بالكوارث الجماهيرية فى هذا الشهر.
لكن ليس من المنطقى أن ننتظر كارثة ثالثة، حتى نستفيق، ومن الشجاعة أن يعلن الوزير استحالة عودة الجماهير، قبل أن يتم استكمال كافة ملفات تأمين الملاعب، بأحدث الطرق التى تحول دون ارتكاب مصيبة جديدة.
ومن المنطقى أيضًا، أن ندرك خطورة دعاوى عودة الجماهير، فى نهاية الدور الأول، فى وقت يتزامن مع احتفالات ثورة يناير، ومحاولات بعض المخربين استغلال العيد الخامس للثورة، من أجل الدعوة للفوضى، ما يعنى أن مجرد طرح فكرة عودة الجماهير للمدرجات، فى هذه المرحلة، أمر غير مقبول على الإطلاق، وسط غياب حقيقى، لآليات صارمة، تمنع الخروج عن النص، وتملك أدلة ردع قوية، وكاميرات تكشف أى تجاوز، ونظام أمنى، يمنع خلط الحابل بالنابل، واستغلال المدرج لترويج أفكار سياسية.
ليس عيبًا يا سيادة الوزير أن تخرج لتقول الحقيقة للجميع، ليس عيبًا أن ننتظر فترة أخرى، دون حضور الجماهير، أو أن تتم العودة جزئيًا، فى بعض الملاعب التى تم تجهيزها، فى مباريات كبيرة، وما دون ذلك.. جريمة لا تغتفر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف