الصباح
طارق رضوان
أسرار مؤامرة المبنى «113».. خطة الإخوان لإحراج السيسى فى لندن
>> حملة مناهضة للمباحثات المصرية البريطانية تجمع توقيعات 44 نائبًا إنجليزيًا بالبرلمان
>> ندا ومنير وحسين يديرون تفاصيل عرقلة زيارة الرئيس.. ومساعٍ للحصول على تصريح بتنظيم مظاهرة أمام مقر إقامته
إنها فرصة لن تتكرر وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى لندن معقل التنظيم الدولى للإخوان حادثة لن تتكرر كثيرًا فرصة أو بالأدق آخر فرصة للجماعة للانتقام من عدوهم الأول وإحراجه أمام العالم وإظهاره بالرئيس الطريد من الأجهزة الأمنية وممنوع من مغادرة إنجلترا لاعتقاله بحجة الانقلاب العسكرى ومذبحة الإخوان كما يدعون ولأجل تلك الفرصة يغير الإخوان خططهم وتحركاتهم فبعد أن وضعوا الخطط وجدوا أنها لا تكفى، وقد يذهب مجهودهم هباءً لذلك كثفوا تحركاتهم وخططهم أملًا فى النجاح.
الأسبوع الماضى كشفنا عن خطط الإخوان وتحركاتهم استعدادًا لزيارة عبد الفتاح السيسى للندن، وهى العاصمة التى تحتضنهم وترعاهم وتدعم وجودهم بل وأجهزة استخباراتها بمختلف مسمياتها تتعامل معهم وتخطط لهم وتعطى الأوامر.
وبعد أن كشفنا اجتماعات التنظيم الدولى استعدادًا للزيارة اجتمع يوسف ندا بعدد قليل من قيادات التنظيم الدولى بعد أن وصلته تقارير بأن إدارة ديفيد كاميرون رئيس وزراء إنجلترا أرسل عبر السفير البريطانى فى القاهرة تطمينات كثيرة لمرور الزيارة بأمان دون أى مضايقات من الإدارة الإنجليزية، وهو ما أزعج التنظيم وعجل باجتماع على مستوى رفيع ضم يوسف ندا وإبراهيم منير ومحمود حسين لوضع خطط جديدة بعدما اجتمع ندا بمستشاره القانونى اللورد كين ماكدونالد المدعى العام البريطانى السابق ورئيس فريق المحامين الدوليين لوضع عدة تحركات جديدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على رحلة السيسى إلى لندن مطلع الشهر المقبل، ومن هناك من «113 شارع «كريكل وود» شمال لندن».. حيث يحكم التنظيم الدولى عبر أذرعه المنتشرة فى أكثر من 80 دولة.. من هناك تحاك المؤامرات وتعقد الصفقات.. وتأتمر الجموع على امتداد البصر لتقول سمعنا وأطعنا.. فبإشارة من التنظيم تجيش الآلاف فى سوريا ضد الأسد بدعم تركى وتمويل قطرى وتأييد خليجى، وآخرون يحاربون بجانب التحالف العربى ضد الحوثيين فى اليمن، ويتظاهر المئات فى مصر ضد النظام القائم إذا أراد التنظيم.. فالكل عرائس الماريونت مسلوب الإرادة، يؤمن بقاعدة وضعها مؤسس الجماعة «حسن البنا» أن «القيادات تعرف أكثر» وعليه فإن اتباعها والامتثال لأوامرهم طمعًا فى التمكين فى الدنيا والفردوس فى الآخرة. هناك حيث باتت لندن مركزًا لإدارة التنظيم عقب أحداث 3 يوليو، وعزل الجيش لمحمد مرسى واعتقاله بعد ثورة شعب تبعها تعيين المستشار عدلى منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد عقب خروج الجماهير فى تظاهرات 30 يونيو، حيث تحتضن العاصمة الإنجليزية القيادات الجهادية حول العالم، إذ تمنحهم حرية فى الحركة، وتأمين للأنشطة وترفض تسليمهم لبلادهم لعدم اعترافها بالمحاكم الاستثنائية.
تحركت الجماعة فى حقبة الستينيات، هربًا من النظام الناصرى، وكان أبرز القيادات المهاجرة «إبراهيم منير، وجمعة أمين، وكمال الهلباوى»، أعضاء مجلس الإرشاد آنذاك، حيث حرص مرشد الإخوان فى هذا الوقت «مصطفى مشهور» على إعادة هيكلة التنظيم داخليًا وخارجيًا، باعتباره أحد أقطاب التنظيم الخاص الذى يؤمن بعالمية الدولة، وأن التنظيم هو ممثل الإسلام فى العالم، ويسعى دائمًا للربط بين المشروع الإسلامى ككل وأهداف الجماعة.
وفى الوقت الذى منيت فيه الجماعة بضربات أمنية موجعة من قبل جمال عبدالناصر، نجحت فى الحصول على صيغة قانونية للتواجد فى لندن بتأسيس مكتب للإنتاج الفنى كستار لما يسمى بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وهو يبث رسالة أسبوعية باسم «رسالة الإخوان» لاستقطاب المسلمين فى إنجلترا وأوروبا للجماعة وإبراز بطولات الجماعة فى مواجهة الأنظمة السياسية المختلفة. وللتذكرة. تنقسم قيادات التنظيم الدولى إلى ثلاثة اتجاهات، الأول القيادات الموجودة فى لندن، وهى تنتظر إشارة من النظام للتفاوض، وترفض التصعيد الثورى، وهى التى تمثل التيار الراديكالى، وأبرزها محمود حسين ويوسف ندا وإبراهيم منير، والثانى يميل إلى الصدام العنيف مع الدولة، ويتأثر بداعش وجبهة النصرة، والذى يتزعمه أحمد عبدالرحمن، والثالث يرى ضرورة الانكماش والعودة للدعوة ويتزعمه جمال حشمت وحلمى الجزار.
وفى الوقت الذى تتباهى فيه الجماعة بأنها فى مأمن من الملاحقات الأمنية، وتتفاخر بقوة علاقاتها مع النواب والشخصيات العامة فى لندن، فإن «سكوتلاند يارد» يراقب أنشطة الجماعة عن كثب ويخترق وجودهم فى لندن حتى العصب للتأكد من أنهم لا يشكلون أى ضرر على بريطانيا ومصالحها.
أما فى الاجتماع الأخير الذى عقده ندا وصلت الجماعة لخططها الأخيرة لإحراج الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته المرتقبة إلى لندن. حيث تنتوى تنظيم تظاهرات، أمام مقر إقامته - إذا سمحت لها السلطات -، وكذلك فى شارع داوننج ستريت «مقر إقامة رئيس الوزراء»، والهايد بارك «حديقة شهيرة». وعلى الصعيد السياسى، نجحت الجماعة فى إقناع عدد من نواب البرلمان البريطانى بتبنى حملة سياسية لمنع الرئيس عبد الفتاح السيسى، من دخول بريطانيا، احتجاجًا على دعوة الحكومة البريطانية له لزيارتها الشهر الجارى عبر عريضة برلمانية مناهضة لزيارة السيسى، ودعى زعيم حزب «العمال» جيرمى كوربين، وجون ماكدونال، ومارك دوركان، وجوناثان إدواردز، ومارتن دى نواب مجلسى العموم واللوردات للتوقيع على الوثيقة، وهو ما لاقى ترحيبًا من 44 نائبًا، بالتوقيع عليها يمثلون الأحزاب المعارضة وهم حزب «العمال» و«الليببراليين الديمقراطيين»، والحزب «الوطنى الأسكتلندى».
وجاء فى العريضة، إن «هذا البرلمان يشعر بالفزع لدعوة رئيس الوزراء، المشير عبد الفتاح السيسى، لزيارة المملكة المتحدة؛ لأنه لاحظ أن السيسى عندما كان عضوًا فى المجلس العسكرى الأعلى للقوات المسلحة دعم حل البرلمان المصرى عام 2012، وأطاح بالرئيس محمد مرسى وعزله عام 2013، وتلفت العريضة إلى تعرض مؤيدى الرئيس الأسبق لما وصفته بمحاكمات غير عادلة. كما يستعد الإخوان لتحريك دعوى قضائية ضد الرئيس السيسى أمام القضاء البريطانى عبر مكتب ITN Solicitors بناءً على التقرير الذى نشرته منظمة «هيومن رايتس ووتش»، خلال الذكرى الثانية لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.
كما يعتزم اللورد كين ماكدونالد المدعى العام البريطانى السابق ورئيس فريق المحامين الدوليين لمقاضاة المسئولين المصريين أمام المحاكم الجنائية، لتقديم مذكرات قانونية لإعادة فتح التحقيق فى قضايا جماعة الإخوان المرفوعة ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لإصدار مذكرة توقيف بحقه خلال زيارته المرتقبة لبريطانيا.
ويقدم اللورد ماكدونالد الذى شغل منصب المدعى العام بين عامى 2003 و2008 المشورة القانونية للإخوان فى القضايا المرفوعة ضد النظام المصرى منذ 3 يوليو 2013.
من جهة أخرى كشفت صحيفة «الفايننشال تايمز» أن رئيس الوزراء البريطانى سحب تقريرًا عن نشاط الإخوان المسلمين فى بريطانيا»، بعد التحقيق الذى قاده السير جون جينكينز وانتهى إلى التوصية بعدم حظر الجماعة فى المملكة المتحدة أو إدراجها على قوائم الإرهاب، حيث تدخل ديفيد كاميرون فى الساعات الأخيرة لتأجيل نشر تقرير مثير للجدل يخلص إلى أن جماعة الاخوان المسلمين ليست تنظيمًا ارهابيًا، ولكن عليها أن تكون أكثر شفافية وتبقى خاضعة للرقابة فى بريطانيا، وذلك لتجنب نشوب خلاف محتمل مع السعودية ومصر كونهما تفرضان حظرًا على هذه الجماعة. تلك هى الخطط الرئيسية لتحركات الجماعة قبل الزيارة أما الخطط القذرة فقد قرر التنظيم استهداف الفريق الإعلامى المصاحب للرئيس كما فعلوا فى زيارة نيويورك بالتحرش بهم فى الشوارع وتعمد الإهانة الشخصية بالضرب على (القفا) كما حدث ونشر تلك التحرشات على الملأ لتعمد إهانة الفريق الإعلامى المعاون للرئيس، وقد رصدوا أن الفريق المصاحب سيتخذ فندق ونستون تشرشل مقرًا لهم وعزموا على التظاهر أمام الفندق لمنع الإعلاميين من مغادرة الفندق، وفى حالة المغادرة سيتم التحرش بهم تلك هى خططهم الأخيرة. ترى هل استعدت الدولة المصرية لتلك التحركات أم أنها ستفاجأ كما حدث فى نيويورك وتصبح فضيحة يستثمرها الإخوان كالعادة!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف