أ.د. حسام الدين مغازى
ماذا تحقق في مشروع تنمية سيناء ؟
الفترة الأخيرة شهدت اهتماما ملحوظا بتنمية سيناء في ضوء توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي أهمية خاصة لتعمير سيناء. وقد انعكس ذلك علي دفعة كبيرة تلقتها الأعمال هناك
في أعياد أكتوبر يجب أن نتذكر سيناء، أرض الفيروز التي استعدناها علي مرحلتين، حرب أكتوبر المجيدة التي أثبتت قدرة الحسم للجيش المصري العظيم وكانت ملحمة وحدت الصف وأصبحت من مفاخر الأمة العربية كلها، ومبادرة السلام التي تعتبر ملحمة أخري أثبتت رغبة الشعب المصري في السلام والعيش الآمن، وتتبقي الملحمة الثالثة المرتبطة بتنمية شبه الجزيرة الصحراوية التي تحتفظ في باطنها بكنوز هائلة مازالت في انتظار المصريين، والتحدي الذي نواجهه لتحويل لون الرمال من الأصفر إلي الأخضر.
بدأ مشروع تنمية سيناء في عام 1989 مستهدفا استصلاح واستزراع 620 ألف فدان منها 220 ألف فدان غــرب قناة السويس، و400 ألف فدان شرق قناة السويس موزعة علي خمس مناطق مختلفة هي سهل الطينة (50 ألف فدان) وجنوب القنطرة شرق (75 ألف فدان) ورابعة (70 ألف فدان) وبئر العبد (86.5 ألف فدان)، ومنطقة السر والقوارير (85 ألف فدان) والمزار والميدان (33.5 ألف فدان)
بإجراء تقييم سريع للمشروع نجد أنه تم الإنتهاء من تنفيذ سحارة ترعة السلام تحت قناة السويس، كما تم الإنتهاء من ترعة الشيخ جابر الصباح بطول 86٫50 كيلو متر، بالإضافة إلي تنفيذ (12) محطة طلمبات رفع بالمشروع.
وفي سهل الطينة تم الانتهاء من أعمال البنية القومية والأساسية والداخلية للري والصرف وإطلاق المياه في كامل الزمام، كما تم الإنتهاء من تنفيذ أعمال البنية الداخلية بالمساحات المخصصة لصغار المنتفعين في منطقة جنوب سهل الطينة لزمام 12 ألف فدان.
وفي منطقة جنوب القنطرة شرق تم نهو أعمال البنية القومية والأساسية والداخلية للري والصرف وإطلاق المياه في كامل الزمام، وأيضا تنفيذ أعمال البنية الداخلية لزمام 27٫120 ألف فدان للمساحات المخصصة لصغار المنتفعين. وفي منطقتي رابعة وبئر العبد تم الانتهاء من تنفيذ أعمال البنية الأساسية لعدد (11) مأخذا لري زمام (43) ألف فدان والأراضي جاهزة للطرح والاستثمار.
وفي مجال أعمال التغذية الكهربائية، تم تنفيذ محطتي محولات القنطرة شرق وبئر العبد وخطوط الجهد والمحولات الفرعية وخطوط ربط العريش والقنطرة شرق من شرق البحيرات بطول 185 كيلو مترا، وتوصيل التيار الكهربائي لسحارة ترعة السلام ومحطات طلمبات الري والصرف والقناطر وقري التوطين وأراضي المستثمرين وصغار المنتفعين. وتجري أعمال التغذية الكهربائية لمآخذ الري بمنطقتي رابعة وبئر العبد.
وقد تعرض المشروع منذ انطلاقه عام 1989 لبعض العثرات التي أعاقت الانتهاء منه في الوقت المقرر، فقد تأثرت الشركات العاملة بالمشروع بسياسة تحرير النقد الأجنبي التي تم تبنيها في التسعينيات من القرن الماضي، مما أدي إلي تعرضها لخسائر مادية كبيرة بسبب فروق الأسعار، نتج عنها موافقة مجلس الوزراء علي الانتهاء من الأعمال بجميع المآخذ علي الحالة التي عليها وإعادة طرحها مرة أخري ابتداء من عام 2008، ثم تعثرت الأعمال مرة أخري نتيجة أحداث ثورة يناير 2011 وما تبعها من موجة عدم استقرار شملت أنحاء البلاد ومنها سيناء
لكن الفترة الأخيرة شهدت اهتماما ملحوظا بتنمية سيناء في ضوء توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي أهمية خاصة لتعمير سيناء. وقد انعكس ذلك علي دفعة كبيرة تلقتها الأعمال هناك. وسيتم خلال أيام افتتاح مأخذي ري عند ك 53 وك 49 بالبر الأيسر علي ترعة الشيخ جابر وبذلك تتوافر المياه لحوالي 9 آلاف فدان بتكلفة قدرها 63 مليون جنيه. ليصل إجمالي الاستثمارات بالمشروع منذ بدايته إلي حوالي 4.3 مليار جنيه وبنسبة تنفيذ تقترب من 91% سوف تصل إلي 100% إن شاء الله بنهاية 2016
ولا يمكن إغفال درجة التنسيق والترتيب بين الجهات المختلفة المسئولة عن التنمية في سيناء خلال الفترة الأخيرة، وعلي رأسها الجهاز الوطني لتنمية سيناء ووزارات الكهرباء والزراعة والموارد المائية والري. وهو تنسيق نجح في سد ثغرة كانت أحد أسباب التأخير الذي شهده المشروع خلال السنوات الماضية.
كما يجري حاليا بمنطقة رابعة وبئر العبد استكمال الأعمال في 12 مأخذا من المقرر الانتهاء منها جميعا بنهاية عام 2016 لتصبح إجمالي المساحات الجاهزة للتخصيص 114 ألف فدان منها 43 ألف فدان جاهزة حاليا للتخصيص وتجري إجراءات وضع كراسة الشروط لها. لتضاف تلك المساحات إلي المساحة المخصصة حاليا وقدرها 85 ألف فدان.
كما تجري حاليا دراسة استكمال المساحة المتبقية من المشروع، وقدرها 160 ألف فدان تقع بمناطق السر والقوارير ورابعة وبئر العبد، بالتنسيق مع القوات المسلحة، ومن المنتظر أن تبلغ الاستثمارات المطلوبة لها حوالي 6 مليارات جنيه.
حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء.