الأهرام
نزيرة الافندى
نبوءة «عمنا نجيب» النجيب
فى23من نوفمبر1998، أى منذ 17 عاما مضت أصدرت مجلة دير شبيجل الألمانية ملحقا خاصا عن الإسلام كقوة عالمية، وقدشارك أديبنا المصرى والعالمى نجيب محفوظ، أو ما يسميه عموم الشعب المصرى (عمنا نجيب) كناية عن الود والمحبة والاعزاز بإنتمائه لمصر - المولد والمنشأ والمعاش - على حد تعبيره، بمقال قوى وساخن عن قوى الظلام التى ارادت اطفاء نور المعرفة والعلم ووأد الحلم فى الديمقراطية والحرية فى مصر, وقد سبقت جريدة الاهرام - كعادتها - الآخرين فأفردت للمقال فى اليوم التالى اى24 نوفمبر 1998. وقد حمل المقال النارى والذى تضمن نبوءة عمنا نجيب، بما يحدث فى أيامنا الحالية ذات التحديات الصعبة فى مصر والتهديدات التى تواجه العالم العربى بأكمله، تحت عنوان «مافيا لا هم لهم سوى السلطة».
جاء مقال (عمنا نجيب) النجيب، بعد أربعة أعوام من تعرضه لمحاولة إغتيال من جانب قوى الظلام فى عام 1994، ولكن هذا لم يفتر همته ولم يثنه عن متابعة وتحليل التاريخ والواقع استشرافا للمستقبل ونبوءته بأنهم مافيا لا هم لهم سوى السلطة، وها هى الأيام تؤكد صدق رؤيته وصحة نبوءته، وان كانت الاعوام قد حملت لنا أكثر وأشرس مما كان البعض يتصوره. قال «هناك خطر يهددناانه الارهاب النفسى والبدنى الذى تحاول عقول ضالة متطرفة نشره تحت عباءة الاسلام، انها جماعات لايمكن ان نصبر عليها - لانها تنادى بالكراهية وعدم التسامح» فهل هناك ابلغ من هذه الكلمات فى وصف هذه الجماعات؟

«ان هذه المافيا التى تدعى التدين, والتى لا هم لهم سوى السلطة تسىء الى سمعة الاسلام، والاسوأ انها تشوهه اننا نتعامل مع أعداء الكلمة الحرة والحريات الديمقراطية، انهم يزيفون التاريخ عندما يصورون هذه المبادئ المقدسة بالنسبة لنا على انها مستوردة من الغرب الملحد ويلعنونها»، رحمة الله عليك يا نجيبنا كأنك كنت تستشرف الاحداث ،فها هى داعش واخواتها من الجماعات المتطرفة تجوث فى الارض وتنشر الارهاب والرعب!!! «انهم يتحدثون عن غزو ثقافى غربى، ياله من هراء ان مصطلح غزو ثقافى أرفضه تماما». واشار فى ختام مقاله الى اهمية الخطاب الدينى قائلا« إننى آمل أن تدرك الدولة مسئوليتها والا تواجه العنف فقط ولكن تبحث عن المواجهة الفكرية مع دعاة هذه الصورة المزيفة وغير الانسانية للاسلام».

تلك كانت كلمات الاديب العالمى التى ارادت قوى الظلام اسكات صوته ولكنه استطاع وبمشيئة الرحمن ان يعلن رأيه ويقدم نبوءته «انهم مافيا لا هم لهم سوى السلطة» نعم حدث ذلك بعد ما يقرب من عقدين من الزمان ونعم افقنا من غشاوة اعيننا ونعم نسعى إلى المواجهة الفكرية وتجديد الخطاب الدينى، كأنه وضع لنا خطة طريق لمواجهة التحديات الصعبة الراهنة !وتبقى كلمة أخيرة: هل يمكن للجهات المعنية إستخدام واقعة محاولة إغتيال الأديب العالمى الحائز على جائزة نوبل للسلام - من جانب الجماعة، للدلالة على دمويتها وعنفها الذى أمتد إلى عشرات المئات من المواطنين المصريين وبغض النظر عن تصنيفاتهم المهنية هل يمكن إعادة نشر مقاله وتوزيعه عالميا.؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف