آخر ساعة
هالة فؤاد
ضربة قلم .. كلنا صفر كبير
ليست مريم وحدها.. كلنا صفر كبير في هذا البلد.. تعاطفنا مع دموعها لأننا شعرنا أنها واحدة منا. تعكس آلامنا وأوجاعنا وإحساسنا بالظلم وإصرارنا علي رد حقوقنا الضائعة لتنتهي المعركة بالإحباط وخيبة الأمل.. ثارت مريم وغضبت ورفضت الصفر وانتهي الأمر أو كاد بطبطبة من رئيس الوزراء وصفعة بقرار من وزير التعليم بمنع الطالب الذي يشكك في تبديل ورقة الإجابة من دخول الامتحان لمدة ثلاث سنوات!!
كلنا مثل مريم رفضنا وغضبنا وعارضنا قانون التظاهر وانتهي الأمر بإقراره ليدفع بعد ذلك أجدع الشباب سنوات من عمرهم خلف أسوار السجون!!
كلنا صفر كبير لأننا رفضنا قانون الإرهاب وانتهي الأمر أيضا بإقراره ليصبح سيفا مصلتا علي أصحاب الرأي الحر لا علي الإرهابيين.
كلنا صفر كبير أبناؤنا المتفوقون مقيدون بالتوزيع الجغرافي لدخول الكليات بينما يستثني منها أولاد البهوات.
كلنا صفر كبير لأننا رفضنا قانون الخدمة المدنية وانتهي الأمر أيضا بإقراره ليخرج بعدها وزير التخطيط بتصريحه المستفز بأن القانون قابل للتعديل بعد تطبيقه!!
كلنا صفر كبير فلا تسن القوانين إلا لزيادة فقرنا وبؤسنا.. أما أصحاب الحظوة فتمطرهم الدولة بقوانين تزيد من تمتعهم بالإعفاءات والاستثناءات.
كلنا صفر كبير قمنا بثورة انتهت بسجن الشباب الذي آمن بها وسن قانون الكسب غير المشروع للتصالح مع الفسدة.
كلنا صفر كبير فلم تعد تبهرنا مشروعات ضخمة ولا اكتشافات كبيرة ولاتصريحات متفائلة لأننا ببساطة لم نعد نثق أن عائدها سيكون لأمثالنا أصحاب الأصفار علي الشمال وإنما نوقن أنه سيكون من نصيب أصحاب الأصفار علي اليمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف