الأهرام
صبرى الموجى
ليت كلّ مُدننا شرم الشيخ!
فى رحلة برية لمدينة السلام (شرم الشيخ)، استمتعنا فيها بروعة الطبيعة البكر، حيث الجبال الشامخة التى تتحدى الزمن، والتى تحتضن طريقا بريا أشبه بثعبان ينساب بين مغارة، ورغم ضيق الطريق ذى الحارتين : إحداهما للذهاب والأخرى للإياب إلا أنه يحظى برعاية كبرى، تتمثل فى تجديده باستمرار، وتزويده باللوحات الإرشادية وأعمدة الإنارة الليلية، وتوسعته كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا؛ وذلك لكثرة الوافدين لتلك المدينة الجميلة من سياح ومصريين.
ورغم روعة المدينة، حيث الشوارع الواسعة، والطرق الممهدة، والهواء النقى، المُعبق بنسيم البحر العليل، والبنايات المنظمة متناسقة الارتفاعات والألوان، والتى تُضفى على المكان بهجة تسرُ الناظرين، إلا أن أهم سمة تلاحظها هى حرص سكان تلك المدينة على نظافتها وجمالها، اللذين يعدان ورقة الرهان لجذب السياح لتك المدينة الرائعة.

السمة الأخرى والأهم، باعتبار تلك المدينة واقعة عند التقاء خليجى العقبة والسويس جنوب سيناء، ووقوعها على سواحل البحر الأحمر، هى احترامُ الوافدين لتلك المدينة من سياح وعاملين بالسياحة للبحر الأحمر والشعب المرجانية التى تعدُ ثروة قومية ليس لشرم الشيخ وحدها بل لمصر كلها!

فليس مسموحا بإلقاء أى مخلفات بالبحر، ومن يقترفُ ذلك الإثم يتعرض للمساءلة والغرامة الفورية، فذات مرة على أحد المراكب البحرية، وأثناء سير المركب يشق عُباب البحر الأحمر، فيتسبب فى انبعاث تيار هوائى عليل مُحمل برذاذ الماء، حدث أن أدت شدة التيار إلى تطاير أحد الأكواب البلاستيك على سطح المركب، فأسرع أحد العاملين على طاقم السفينة - والذى كاد أن يسقط فى البحر- بالإمساك بالكوب قبل وقوعه فى البحر؛ حفاظا على جماله وجلاله!

كما أن الشعب المرجانية المنتشرة فى البحر الأحمر خاصة فى محمية رأس محمد، ومحمية نبق تحظى برعاية المصريين الكبرى، فكيف لا وهى مصدر دخلهم، إذ يفد إليها السياحُ من شتى البقاع.

وحدث أن قام شاب أثناء غوصه فى جزيرة تيران- وكان حديث عهد بعرس – بقطع جزء منها ليهديه لعروسه التى تنتظره على المركب، وإذا بأحد أفراد طاقم السفينة، ويدعى ( صلاح القناوى) نسبة لقنا يُسرع إليه الخطى مُوجها إليه اللوم وهو يبكى، ويقول: لماذا فعلت ذلك، هذه ثروتنا ولابد ان نحافظ عليها، وأبى إلا أن يحرر له محضرا لولا تدخل آخرون!

هذه المشاهد التى تُعبر عن الاهتمام بتلك المدينة سواء من المسئولين أو المواطنين أو السياح، جعلتنا نتمنى أن تكون كل مدننا شرم الشيخ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف