الأهرام الرياضى
أنور عبد ربه
.. واسألوا شوبير وشلبى وحازم وكريم وزاهر!
<< فى وسط إحباط جماهير كرة القدم المصرية وخيبة أملها فى منتخبها الوطنى الذى خذلها للمرة الثالثة على التوالى بالابتعاد ــ فشلا ــ عن المشاركة فى كأس الأمم الأفريقية التى نتابع مبارياتها يوميا بحسرة شديدة وألم عميقين.. نجحت كرة اليد المصرية فى صنع البهجة ورسم البسمة على وجوه ملايين المصريين بعد الأداء الراقى لمنتخبنا الوطنى والذى شاهدناه جميعا فى بطولة كأس العالم بقطر وتأهله عن جدارة واستحقاق لدور الـ16 فى هذه البطولة، والأهم من ذلك تلك الروح القتالية العالية لأبناء النيل وإخلاصهم وتفانيهم وبذلهم أقصى الجهد لتشريف مصر وكل المصريين خاصة العاملين فى قطر، والذين لم يبخلوا بالتشجيع الجنونى للاعبى الفريق وحارسهم المتألق كريم هنداوى الذى كان صاحب فضل كبير فى الفوز على التشيك والتعادل مع السويد بطلة العالم.
<< ولكن السؤال الذى يقفز إلى الذهن والحال هكذا هو: هل نجحت كرة اليد المصرية فى انتشال المصريين من الاستغراق فى الحديث عن الأزمات المشتعلة والمفتعلة من توافه الأمور الكروية التى أصبحنا نبيت ونصحو عليها يوميا.. كحكايات مؤمن وقمر ومعروف، وفييرا والزمالك، واستمرار محمد صلاح من عدمه، ومصائب التحكيم المصرى وأخطائه الكارثية وثورة النادى الأهلى عليه، والمطالبة بحكام أجانب لمباراة القمة بين الأهلى والزمالك يوم 29 يناير الجارى، وتمسك عصام عبدالفتاح باستقالة لجنة التحكيم التى يرأسها احتجاجا على استقدام حكام أجانب. بالمناسبة.. الأهلى هو من طلب حكاما أجانب لجميع مبارياته المقبلة فى الدورى مما أوقع اتحاد الجبلاية فى حيص بيص لأنه هو الذى وافق على استقدام الحكام الأجانب حتى "يريح دماغه من دوشة" الأهلى والزمالك وغضبهما وصوتهما العالى الذى يستند إلى جماهيرية كبيرة لكل منهما.

<< هل نجحت كرة اليد فى الحيلولة دون استغراق المصريين المولعين بكرة القدم فى الحديث عن المدرب الأجنبى للمنتخب وما إذا كان هو الأفضل أو المدرب المصرى.. وكأننا كنا نؤذن فى مالطة عندما قلنا مرارا وتكرارا من قبل إن المصرى هو الأفضل لأسباب كثيرة عددناها فى حينه وليس هنا مجال تكرارها وإعادة سردها.. << وهل نجحت كرة اليد فى إنقاذنا من الاستغراق فى الحديث عن تفكير الزمالك فى إعادة شيكابالا إلى صفوفه مرة أخرى وكأنه لا يتعلم أبدا من أخطائه، ومراوغة عمر جابر فى التوقيع للفريق أو الاحتراف خارجيا أو الإعارة ثم استقراراه أخيرا على توقيع عقده فى حضور أحمد سليمان عضو مجلس إدارة الزمالك، وأزمة عودة محمد إبراهيم واحتمالات إعارته حتى نهاية الموسم لنادى العروبة السعودى لتسوية الأمر وحل المشكلة المادية، ولاسيما بعد أن رفض فريقه البرتغالى عودته إلى صفوفه. << أقولها بصراحة: لم تنجح كرة اليد فى سحب البساط من تحت أقدام كرة القدم.. وكل ما سبق يؤكد ذلك، فرغم أنها صنعت البسمة والبهجة وأدخلت السرور على قلوب المصريين جميعا، فإنها لم تتصدر الصفحات الأولى للرياضة بل سبقتها عناوين تتعلق بالخناقة اليومية بين الأهلى ولجنة الحكام، وبقمة القطبين الكبيرين واستقدام حكام أجانب وقرار لجنة الحكام بالاستقالة حال حدوث ذلك، ورفض الزمالك لقرار اتحاد الكرة الخاص باستقدام حكام أجانب ورفضه دفع أية مبالغ لهم.. وبنظرة سريعة على صحيفتين يوميتين هما "الأهرام" و"المصرى اليوم" وتحديدا على عدد يوم الجمعة الماضى منهما، نجد أن أخبار بطولة العالم لكرة اليد بقطر والتى تألق فيها منتخبنا الوطنى قد جاءت فى الصفحة الخامسة من تسع صفحات تمثل "رياضة الجمعة".. تصوروا! الصفحة الخامسة.. رغم تعادل منتخبنا الوطنى يومها مع منتخب السويد بطل العالم، بينما جاءت فى الربع الأسفل من الصفحة الرياضية الثانية لصحيفة "المصرى اليوم" من إجمالى ثلاث صفحات رياضة.. ولا تعليق! كما أن كرة اليد لم تله مجانين كرة القدم عن متابعة أخبارها سواء كانت مهمة أو مملة أو حتى تافهة، ودليلى على ذلك أن كل ما ذكرته آنفا تناولته الصحافة المقروءة والإعلام المرئى والمسموع باستفاضة.. بل وبالتفاصيل المملة.. على امتداد الأسبوع المنقضى، لتخرج كرة القدم لسانها للجميع ولسان حالها يقول: مهما تكن تفاهة أخبارى وحكاياتى ومشكلاتى وأزماتى وملفاتى فأنا قادرة على أن أخطف الأضواء من أى لعبة رياضية أخرى، وأن أتربع على عرش الصفحات الرياضية والبرامج التحليلية، وإذا كنتم لا تصدقوننى اسألوا أحمد شوبير ومدحت شلبى وحازم إمام وسيف زاهر وكريم شحاتة وغيرهم من مقدمى البرامج الرياضية فى الفضائيات المصرية وغير المصرية!

.......................

<< تحتفل "الأهرام الرياضى" يوم الجمعة المقبل بمرور 25 عاما على صدورها فى يناير 1990 "يوبيلها الفضى".. وهو احتفال يليق بمكانتها فى عالم الصحافة الرياضية المصرية والعربية، وبشعبيتها وعشاقها من مختلف الأعمار.. يليق أيضا بمن أفرزتهم من نجوم فى بلاط صاحبة الجلالة على امتداد سنوات طوال مليئة بالانفرادات والخبطات الصحفية الرائعة والطموحات والأحلام التى تحولت إلى واقع ملموس على صفحاتها.. وتحية خاصة لرئيس تحريرها الحالى الزميل العزيز خالد توحيد الذى كان حريصا على الإعداد الجيد لهذا الحفل لكى يخرج فى أبهى صورة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف