الصباح
مينا أسعد كامل
حاكموا باسيليوس المقارى!
*الراهب باسيليوس كرس حياته لشن حرب ضد العقيدة المسيحية وقيادات الكنيسة
*مؤلف بارع للأكاذيب ذكر فى رواياته أن البابا كيرلس السادس كان يلعن شنودة..والأخير يتطاول على كيرلس
*ادعى أن المسيح لم يضع تشريعًا وطعن فى سر الزيجة وشوه تاريخ الكنيسة
*عقوبات الكهنوت: التجريد من الرتبة والإيقاف عن ممارسة طقوس الصلوات واللعنة

أثار حوار القس باسيليوس المقارى تلميذ متى المسكين مع جريدة «الصباح» فى عددها الماضى ردود فعل واسعة داخل الكنيسة حيث تحدث القس عن أن اختيار البابا بالقرعة أكبر كذبة صدقها الأقباط فى تاريخ الكنيسة.
وحرصًا من الجريدة على تنوع الأراء وتناول كل وجهات النظر فى الشأن الكنسى، ننشر نص مقال يرد على تصريحات القس باسيليوس المقارى.
-1-
بداية المسيحية كان عدد المسيحيين قليلًا فمنعوا تمامًا من حل خصامهم أمام السلطات الأمنية خاصة فى عصور الاضطهاد حيث كان من الخطورة إعلان الإيمان أمام المضطهد، وهذا فقط يسرى على من كانت قامتهم الروحية وعلاقتهم بالله لم تؤهلهم بعد للاستشهاد، مع توسع المسيحية ومراحل الاستقرار تشكلت المحاكم الكنسية وكانت بشكل محكمة متكاملة الأركان للبت فى كثير من الشأن المسيحى، مع تغير الأوضاع السياسية صارت الآن المحاكم الكنسية قاصرة فقط على عقوبات الالكليروس فى الإطار الدينى والتنظيمى الداخلى المحاكمات الكنسية، فصارت المحاكمات درجة من درجات فحص التعليم، أو فحص التصرف، وهى حق مكتسب بالنص الكتابى إلى المجمع المقدس يستخدم كأداة لفحص التعليم والفكر فى الأساس، ومساعدة للمخطئ على العودة عن أخطائه.
أما إن ثبتن الإدانة تقع العقوبة، تختلف قوة وقسوة العقوبة كلما ارتفعت رتبة الكهنوت فعقوبات الكهنوت:
التجريد من الرتبة (إلغاء الرتبة الكهنوتية تمامًا)
القطع من الدرجة (إسقاطه إلى الرتبة السابقة لرتبته)
الإيقاف عن ممارسة الأسرار أو أحد الأسرار (طقوس صلوات مميزة حسب الفكر الارثوذكسية)
الفرز من جماعة المؤمنين (منعه من الاختلاط بشعب المؤمنين)
الحرم أو اللعنة وهى أقصى العقوبات
مع ملاحظة أن قوانين الكنيسة لا تفرض عقوبتين على خطية واحدة..
تآمر الكتب المقدسة والقوانين الكنسية أنه إن كان الخطأ أمام العامة أن تكون المحاكمة والعقوبة - إن ثبتت الإدانة - أمام الجميع أيضًا حتى يكون لدى الباقين خوف.
وقد رأت الكنيسة منذ البدء أن تهتم بفحص وتدقيق كل من يقدم تعليمًا غريبًا مخالفًا لما هو بين أيدينا.. وعملية الفحص هى محاكمة لهذه الأفكار.
حسب قوانين هيبوليتوس القبطية يقول فى قانون 1:
1- قبل كل شىء نتكلم لأجل الأمانة المقدسة الصحيح بربنا يسوع المسيح ابن الله الحى ووضعناها بأمانة ونحن راضون بها بكل حرص....
2- والذين جسروا وتكلموا بما لا يجب لأجل كلمة الله كما تكلم عن هؤلاء ربنا يسوع المسيح فاجتمعنا بالأكثر جدًا بقوة الله وافرزناهم لانهم لا يتفقون مع الكتب المقدسة نطق الله ولا معنا نحن تلاميذ الكتب فلأجل هذا افرزناهم من الكنيسة وجعلنا أرهم لله الذى يدين كل البرية بالعدل»
وحسب قول الكتاب المقدس:
6: 4 فان كان لكم محاكم فى امور هذه الحياة فاجلسوا المحتقرين فى الكنيسة قضاة»
ويقول عنها القس انطونيوس فكرى: المحتقرين = أى من تنظرون إليهم فى احتقار، وهم من رجال الكنيسة والمعنى أن أحقر من فى الكنيسة لهو أفضل من الظالمين فهو مرتشد بالروح القدس. إذًا اتخذوا قضاتكم من رجال الكنيسة فهذا أفضل من عُباد الأوثان.
لذا فكان تكليف الأساقفة بقيادة هذه المحاكمات بأمر الكتاب المقدس وبأمر الرسل ففى الدسقولية أو تعاليم الرسل يعطى مهام الأساقفة قائلا: فى الكتاب الثانى من مجموعة كتب المراسيم الرسولية «وأنت إذا رأيت الذى اخطأ فاغضب غضبا يسيرا ومٌر أن يخرج فإذا خرج فليوبخه الشمامسة ويطلبوه ويمسكون خارج الكنيسة.......» ثم يوقع الأسقف العقوبات مع مختلف أنواعها ويستكمل فى النهاية قائلًا: « وبعد هذا إذا تابوا نقبلهم إلينا كما يقبل الآباء أبناءهم إليهم»
ونستطيع أن نقول إن أول محاكمة لأفكار واجتماع مجمعى للأساقفة كان حوالى سنة 51 فى أورشليم كان أول مجمع كنسى يعقد ويعتبر نواة للمجامع الكنسية التى عقدت بعده، وإن اختلفت عنها كثيرًا...
تلك هى تعاليم ووصايا مقدسة وليست من وضعنا، وفى ضوئها لابد أن نتساءل.. متى يحاكم الراهب باسيليوس المقارى ؟!

-2-
طوال خدمتى كمدرس للاهوت الدفاعى واهتمامى الشديد بآراء المعارضين والمهاجمين للفكر والفلسفة كان من الطبيعى أن أجد أحدهم يقدم اعتراضًا أو اثنين، أو حتى مائة، وربما أتقابل مع من كرس حياته بالكامل للهجوم على الفلسفة المسيحية، ولهذا أشهد أننى مما قرأت لهم من معارضى المسيحية وكتاباتهم على مر العصور لم أجد مثل الراهب باسيليوس المقارى والذى كرس حياته ولسانه إلى شن الحرب ضد العقيدة المسيحية وقيادات الكنيسة.
عفوًا أيها السادة.. فأنا لا أدين ولا استبق نتائج محاكمات، بل مجرد أنادى بالمحاكمة والعاجلة لما يتفوه به هذا الراهب فى وسائل الإعلام طعنًا فى الكنيسة بل وفى كتابها المقدس، إن الصمت عن محاكمته يراه البعض اعترافًا من الكنيسة بصحة ما يقوله، قال لى أحد الشباب: إن كان كلام باسيليوس المقارى خاطئًا فلماذا لا تحاكمه الكنيسة ؟ أو حتى يتم منعه من قبل رئاسته الدينية عن الحديث لوسائل الإعلام فهو راهب مات عن العالم، وليس حتى منوطًا به التعليم حتى يكون حديثه الإعلامى وعشقه للكاميرات والميكروفونات هو حياته بالكامل ؟؟!! انتهى سؤال الشاب لى وبالطبع لم أجد إجابة سوى أن أضع معه عشرات علامات التعجب وأفضل الصمت.
فى لقاء تم تصويره بينى وبين الراهب باسيليوس المقارى كضيف على الهاتف ومعنا الأستاذ عصام نسيم الباحث فى الفكر المسيحى (ربما سيعرض قريبًا على أحد القنوات الفضائية) استفاض الراهب فى قصص ضد البابا شنودة وزادها أيضًا ضد البابا كيرلس السادس، لنجد فى رواياته أن البابا كيرلس السادس القديس كان دائم (اللعن) فى قداسة البابا شنودة !!!!!!! وكان البابا شنودة دائم الهجوم والتطاول على البابا كيرلس السادس، كانت تلك رواية الراهب باسيليوس، وعندما سألناه أين تم هذا كان رده « فى مجلة الكرازة» فطبيعى أن يكون التعليق أن مجلة الكرازة منذ أول عدد وحتى آخر عدد ظهر لا تحتوى على مثل هذا الكلام.. ليصمت الراهب باسيليوس المقارى قليلًا، ويغير الموضوع، ومع سؤال الراهب فى ذات الحلقة عن لماذا كان متى المسكين هو الوحيد الخارج من السجن أيام السادات بينما جميع الكهنة والأساقفة تقريبًا كانوا تحت الاعتقال يجيب.. اسألوا السادات !!!!!! وبعد انتهاء التصوير يتصل طالبًا ألا تذاع الحلقة !!!!
لا أعلم قرار الإنتاج بخصوص طلبه هذا إلى الآن ولكن فقط نوضح كيف أنه مؤلف بارع للأكاذيب وعندما يصطدم بحقيقة، يتوارى ليس خجلًا وإنما ليرتب أكذوبة أخرى.
-3-
عندما ننادى بمحاكمة باسيليوس المقارى فإننا نطلب من مجمعنا المقدس أن يقدم تعليمًا سليمًا ردًا على ما يقوله الراهب، وهو طلب يعلمه جيدًا المجمع المقدس ولسنا فى حاجة إلى تذكرته به ولكننا نذكر أنفسنا بوجوب العودة إلى المجمع..
هل يوافق المجمع على تصريحات باسيليوس المقارى والتى (قد) تخالف التعليم المسيحى القويم ؟
هل يوافق على حملته الممنهجة لتشويه تاريخ الكنيسة فى عصر البابا شنودة ؟
هل يوافق على طعنه فى سر الزيجة ورؤيته أن التحريف وقع فى الكتاب المقدس حول الطلاق ؟
هل يوافق مجمعنا أن تكون كتابات متى المسكين فوق كتابات الآباء وفوق رأى المجمع بقيادة البابا تواضروس ؟
هل يوافق المجمع على وصف الأديرة القبطية بأنها مراكز تجاه ؟
هل يوافق المجمع على وصف القرعة الهيكلية بأنها أكذوبة مما يؤدى إلى الطعن فى قرعه اختيار متياس الرسول أيضا بسفر أعمال الرسل ؟
هل يوافق المجمع على تعليم باسيليوس المقارى بأن المسيح له المجد لم يضع تشريعًا ؟
هل يوافق المجمع المقدس على وصفه بأنه «لا يفهم بالإنجيل» من قبل الراهب باسيليوس ؟
هل... هل... هل...
إن الصمت يعنى الموافقة على تلك التصريحات، ونسأل مجمعنا.. هل كلام الراهب باسيليوس سليم فنأخذ به ؟
سؤال مفتوح للمجمع المقدس
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف