الأخبار
رضا محمود
يا وزيرالصحة..الرئيس في انتظارك
أظن وبعض الظن إثم أن كثيرا من مسئولينا الذين يقسمون بأغلظ الأيمان « أقسم بالله العظيم» - بعد اختيارهم لتولي مهامهم - لايكونون في حالة تقدير حقيقي لقدر القسم المغلظ الذي يؤدونه - بل أظن - وبعض الظن إثم أيضا- أنهم يؤدون هذه الأيمان المغلظة كإجراء روتيني فقط ، دون أن يدركوا حجم المسئولية الجبارة التي حملت علي أعناقهم بمجرد أداء اليمين، وأنهم بذلك يكونون قد عرضوا أنفسهم لوقفة طويلة أمام المولي عز وجل يوم القيامة ليحاسبهم علي ما قدموه أو تخاذلوا في تقديمه لعباد الله.
وأظن وبعض الظن إثم أنهم لو كانوا يعون القسم لتذكروا وقتها قول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - حينما تولي أمر المسلمين بأن الله سيسأله إن عثرت بغلة في العراق لم لم تعبد لها الطريق يا عمر..خد بالك..سيدنا عمر يتحدث عن مسئوليته عن البغلة، وليس عن الناس الذين يتولي أمرهم.
وأظن وبعض الظن إثم أن كثيرا منهم بعد أن يؤدي اليمين لايتذكر مسألة اليمين طوال فترة وجوده علي الكرسي، وأتصور أن أغلبهم يتعامل مع المسألة أنه مثله في ذلك مثل من سبقوه سيظل يؤدي عمله بشكل روتيني حتي إذا جاء وقت تغييره سيخرج من مكتبه معززا مكرما، يحصل علي امتيازات الوزير أو المحافظ دون أن يجد من يحاسبه علي ما قدم بالإيجاب أو بالسلب.
هذه المقدمة التي أظن أنها قد طالت قليلا إلا أنها كانت ضرورية قبل الدخول في الموضوع، الذي يتعلق بمعاناة الشعب المصري المريض داخل كافة المستشفيات الحكومي منها والخاص..فكثير من وزراء الصحة أقسموا اليمين بمراعاة صحة الشعب ثم ذهبوا دون أن يحققوا أية إضافة، بل إننا نكتشف بعد خروجهم أن الأوضاع ازدادت سوءا، وأن الوزير لم يقدم بعض الزيارات التي يصفونها بالمفاجئة، ثم تكون النتيجة خصم يومين لتمرجي مسكين أو ممرضة لاحول لهما ولا قوة، وكل ذنبهما أنهما يعملان في منظومة مهترئة لا أمل في إصلاحها مادام الوزير الذي يجلس علي الكرسي لايقدم رؤية واضحة لتطوير منظومة العلاج في مصر.
ًوتعالوا نتكلم بصراحة عن موضوع الإمكانيات، فكل وزير يختار لهذا المنصب يعلم مسبقا أن الوزارة بلا إمكانيات تساعد علي الارتقاء بمنظومة العلاج..إذا لاحجة له في أن يقول أنني لم أكن أعلم..وما دمت تعلم فقد كان أمامك خياران..فإما أن ترفض المنصب من البداية لإدراكك التام أن الدولة مهما قدمت لك من دعم فإنك حتي لن تستطيع توفير الشاش والميكروكروم..وإما أن تكون عندك رؤية حقيقية للارتقاء بالمنظومة العلاجية فتقبل المنصب بكل شجاعة وتبذل قصاري جهدك لتخفيف المعاناة عن هذا الشعب المسكين وبهذا تكون قد أعطيت اليمين حقها.
سيدي وزير الصحة..إذا كان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد فاض به الكيل في موضوع القوانين والتشريعات حتي أنه اضطر لأن يصرخ بأعلي صوته مطالبا رجال القضاء باستبعاد القوانين التي تغل يد العدالة، فأتـصور أنه أيضا في انتظارك وفي انتظار غيرك من الوزراء لتقدموا رؤية واقعية لكيفية الارتقاء بالأداء في القطاعات التي تتولون شئونها دون حاجة لأن يلتقي بكم ليطلب ذلك، وإلا لماذا اختاركم من البداية..هل لتكونوا مجرد أسماء تجلس علي الكراسي لمجرد استكمال المشهد، أم أنه اختاركم لتكونوا اليد التي تمثله في القطاع الذي يتولي كل منكم أمره، لأنه ليس مطلوبا من رئيس الجمهورية أن يقوم بدور وزير التعليم ووزير الصحة ووزير الزراعة ووزير الصناعة وغيرها من الوزارات، وإلا ما استحقت بلدنا أن تسمي دولة!
سيدي وزير الصحة..هذا المقال ليس هجوما عليك ولا تقليلا من شأنك لاسمح الله، ولكن انفعالي ناتج من كثرة ما رأيته خلال رحلتي العلاجية التي مازالت مستمرة.. فكلما ذهبت لإجراء أشعة أشعر وكأن الشعب المصري كله يقوم بإجراء أشعة..وكلما ذهبت لتلقي جلسة علاج كيماوي أو إشعاعي شعرت وكأن أهلنا المساكين كلهم في مراكز العلاج الكيماوي والإشعاعي.. وهكذا في معامل التحاليل وغيرها من المراكز العلاجية.
سيدي وزير الصحة..شعبنا مريض وفي أشد الحاجة إلي من يحنو عليه، ولن توجد هذه اليد الحانية إلا من خلال ثورة علاجية جبارة تنطلق عبر رؤية جديدة تهز أوضاع المستشفيات هزا..فهل أنت لها..أم أنك ستظل قابعا علي كرسيك في انتظار أن يستدعيك رئيس الدولة ليسألك ماذا فعلت منذ أن توليت منصبك..ولماذا ما زالت الأمور في القطاع تراوح مكانها إن لم تكن قد ازدادت تدهورا؟!
.. والله لسه بدري
رمضان الذي كنا منذ أيام ننتظره قد أوشك علي المغادرة..خلوت إلي نفسي باكيا علي أن أقعدني المرض عن أداء بعض الطاعات التي تعودت أداءها في الشهر الكريم..يارب إني أعلم أن ذنبي عظيم ولكن مغفرتك يا ربنا أعظم..اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ولا تخزني يوم العرض عليك..اللهم إنك عفو كريم غفور فاعفو عنا..اللهم أعد علي رمضان وأن أملك القدرة علي الركوع والسجود..اللهم آمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف