المساء
سمير رجب
مع احترامنا لتصريحات التعليم العالي عن استمرار مكتب التنسيق عامين قادمين
ما الذي يمنع من وجود فترة انتقالية..؟!
* المساواة.. مبدأ أساسي.. ولكن: تنمية الملكات والمواهب.. أصبحت الهدف الآن
* كم من أطباء هجروا.. المهنة.. لأنهم التحقوا بكلية القمة.. رغما عنهم..!
* وكم من عاطلين يشكون.. ويتوجعون
والسبب.. عدم قدرتهم علي المنافسة في سوق العمل

أنا أعلم جيدا أن وزارة التعليم العالي متمسكة باستمرار مكتب التنسيق لمدة عامين قادمين.. يعني أنه سيظل المعيار الوحيد لالتحاق الطلاب بالجامعات..!
السؤال: هل تتمشي تلك الرؤية.. مع المحاولات الجادة لتطوير التعليم في مصر..؟!
وإلي متي تبقي بعض القوالب الجامدة تمثل بالنسبة لنا.. تابوهات لا ينبغي الاقتراب منها رغم قناعتنا بضرورة القضاء عليها.. أو علي الأقل الحد من غلوائها وجبروتها..؟؟
***
شيء طيب ولا شك.. حرص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علي مجانية التعليم من أول المرحلة الابتدائية حتي الجامعة وقد رأت الدولة وقتئذ أن هذه السياسة يجب أن يسندها نظام يحقق مبدأ المساواة عند الالتحاق بالجامعات.
من هنا.. نشأ مكتب التنسيق في منتصف الخمسينيات وظل يلازمنا حتي الآن رغم أنه كان من أهم العوامل التي ساعدت علي تجميد " العقول" وعلي استبعاد الميزات الفردية التي خص بها الله سبحانه وتعالي إنسانا دون غيره..!
طبعا.. لا ينبغي إغفال أهمية وجود مكتب التنسيق خلال حقبات زمنية من تاريخنا.. لكن بعد أن اقتحمنا الصعب أصبحت الحاجة للتعامل معه بأسلوب مختلف ضرورة.. بل وملحة..!
***
النماذج السلبية التي خلفها مكتب التنسيق علي مدي السنوات الماضية.. صارخة.. ومؤسفة..!
-علي سبيل المثال- أطباء هجروا المهنة بعد تخرجهم في كلية القمة التي التحقوا بها مجبرين أو مضطرين بسبب سطوة وبريق المجموع الكبير الذي حصلوا عليه في الثانوية العامة وسلكوا مسالك مختلفة تماما.. فمنهم من يعملون في مجال" البيزنس"وآخرون وجدوا في الفن غايتهم المنشودة ومنهم من برع في التمثيل والتلحين.. والطرب.. أيضا توجد فئة ثالثة آثر أفرادها العمل في مجال دعاية الدواء.. باعتبار العائد منها أزيد.. وأزيد كثيرا من التنقل بين مستشفي وآخر مقابل مبالغ زهيدة..!
نفس الحال بالنسبة لخريجي كليات الهندسة الذين وجد البعض منهم أنفسهم في قطاع الاتصالات رغم أنهم تخصصوا في الإنشاءات..!!
.. والأمثلة عديدة ومتنوعة..!
***
ومع ذلك.. دعونا نوافق وزارة التعليم العالي علي توجهاتها علما بأن د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم كلما جاءت سيرة مكتب التنسيق أمامه.. سرعان ما يلقي بالكرة في ملعب نظيره..د.خالد عبد الغفار..!
سؤال آخر:
ما الذي يمنع من وجود فترة انتقالية تبدأ العام القادم مباشرة يتم خلالها التمهيد لإلغاء مكتب التنسيق حتي لا نغضب"الصمامين" وهواة الحفظ والتلقين.. وأعداء الإبداع والابتكار..؟!
إن هذه الفترة الانتقالية -في رأيي- سوف تفيد كثيرا عند الانتقال من مرحلة الشمولية البحتة.. إلي مرحلة الفكر المتطور الذي يقبل بالرأي والرأي الآخر والذي يؤمن أصحابه بأن المجتمعات لا يتم بناؤها من خلال مجهودات فردية.. بل تحتاج إلي تكاتف جميع السواعد وتفاعل شتي العقول..!
***
بالمناسبة.. جاءتني وأنا أكتب هذا المقال إحدي قريباتي التي تعمل طبيبة منذ ثلاث سنوات لتطلب مني مساعدتها لتعمل صحفية تحت التمرين في أية جريدة..!
أبلغتها أن الصحافة الورقية حاليا تمر بأزمة.. وأنها بذلك تغامر بمستقبلها وفاجأني ردها:
"موش مهم" الأهم أن أضع قدمي علي طريق أري أنه -بحق- طريقي.. بدلا من هذه الحيرة التي تكاد تمزق حياتي من أولها لآخرها..!
ولم أعقب مكتفيا بالدعاء لها :
الله معك..!
***
"دفتر أحوال الإرهابيين والمتطرفين
في اليمن محاولات مستميتة.. لإنقاذ أطفال جبهات القتال
.. ولأول مرة في إيران : هتافات بالموت للدكتاتور"

دفتر أحوال الإرهاب والإرهابيين زاخر بالوقائع الخسيسة والدنيئة التي تتزايد يوما بعد يوم..!
تصوروا.. الحوثيون في اليمن زجوا بالأطفال إلي جبهات القتال.. والآن تجري قوات التحالف والأمم المتحدة محاولات مستميتة لإنقاذهم وبالفعل تم انتشال 195 ليبقي آخرون ينتظرون الموت في أية لحظة بعد الاعتداء عليهم بدنيا وجنسيا .
وفي إيران لأول مرة يهتف المتظاهرون مرددين "الموت للدكتاتور".. وطبعا يقصدون المرشد الأعلي.. ليس هذا فحسب بل تعلو أصوات مدوية : الخليج عربي.. الخليج عربي..!
لقد آثرت أن أنشر اليوم هذا الجزء من سجل الإرهاب القذر.. حتي لا ننسي أن نسجد لله حمدا وشكرا في كل وقت وكل حين الذي يعيننا علي قطع دابر الإرهاب والإطاحة برؤوس منفذيه.. ومخططيه ومن يدعمونهم الذين يغفلون بغبائهم عن حقيقة مهمة تقول :
الدور آتي عليهم إن آجلا أو عاجلا..!
والأيام بيننا..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف