الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم التفويض الأخير لجمال عبد الناصر!
عبد الرءوف سامى عبد العزيز محمد شرف وشهرته سامى شرف لم يكن مجرد سكرتير الرئيس للمعلومات طوال حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وإنما كان هو الوحيد الذى بقى إلى جوار عبد الناصر ولصيقا به منذ عام 1952 وحتى لحظة رحيله فى الخامسة من مساء 28 سبتمبر 1970... وعلى مدى 48 عاما مضت منذ رحيل ناصر وبرغم ما تعرض له من أذى السجن والتهميش بعد أحداث 15 مايو 1971 ظل سامى شرف حتى اليوم وفيا لجمال عبد الناصر فكرا وسلوكا مستندا فى ذلك إلى كنز هائل من المعلومات التى اختزنها فى ذاكرته ككاتم لأسرار الدولة والرئيس فى أهم وأدق وأخطر مراحل ثورة يوليو.

ويعتبر الكتاب الأخير لسامى شرف تحت عنوان «سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر» بمثابة رؤية تحليلية تجيب على سؤال مازال مطروحا وهو: كيف حكم عبد الناصر مصر؟ فضلا عن إلقاء الضوء على جوانب إنسانية لا يعرفها الناس عن عبد الناصر وعلاقته بإخوته، وكيف كان يتعامل مع السياسيين السابقين من زعماء مصر قبل الثورة، كما يكشف سامى شرف النقاب عن عمق إيمان الرئيس عبد الناصر بربه ودينه ويذيع سرا عن أيام ناصر الأخيرة عندما استشعر قرب ساعة الرحيل فأعطى أحد الأطباء المعالجين له تفويضا بأداء فريضة الحج نيابة عنه من ماله الخاص.

إن شهادة سامى شرف ليست سطورا إنسانية تعكس مشاعر وخواطر شخصية لرجل لازم عبد الناصر كظله، وإنما هى حقائق ووثائق وأرقام تروى بأمانة ملابسات العلاقات الخارجية لمصر مع الشرق والغرب، وكيف أن مصر لم تبادر لعداء مع أحد مثلما لم تكن قرارات التأمين عام 1961وما سبقها من قرارات تصفية الإقطاع وتحديد الملكية الزراعية عام 1952 تستهدف الانتقام من أحد، وإنما كانت فى إطار تحول اجتماعى حتمى لرفع المعاناة عن الفلاحين والعمال وإعادة ضبط الاتزان المجتمعى فى إطار فلسفة واضحة تقول إن التقدم هو التنمية .. شكرا لسامى شرف ولكل إضافة صادقة لتاريخ مصر!

خير الكلام:

<< ليست الشجاعة أن تقول كل ما تعتقد بل الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف