الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة هيروشيما!
فى الساعة الثامنة والربع من صباح مثل هذا اليوم (6أغسطس) منذ ثلاثة وسبعين عاما، أى فى عام 1945 و فى غمار الحرب العالمية الثانية التى كانت فى سنتها السادسة، أسقطت طائرة حربية أمريكية فوق مدينة هيروشيما اليابانية، لأول مرة فى التاريخ، قنبلة نووية تحمل 60 كيلوجراما من اليورانيوم، وندما وصلت القنبلة إلى ارتفاع حوالى 600 متر فوق المدينة انفجرت بما يعادل 13 ألف طن من مادة «تى إن تى» المتفجرة فى دائرة نصف قطرها 1,6 كيلو متر. لقى مابين 70 ألفا وثمانين ألف شخص (أى نحو 30% من سكان هيروشيما ) مصرعهم على الفور، وأصيب وشوه وجرح 70 ألفا آخرين، وانتشرت الحرائق فى 11 كيلو مترا حول المدينة. وبعد ذلك بثلاثة أيام، فى صباح التاسع من أغسطس 1945 ألقيت القنبلة النووية الثانية فوق ناجازاكى، التى تفجرت على ارتفاع حوالى 470 مترا من سطح الأرض بما يعادل 21 ألف طن من تى إن تى، ومتسببة فى مصرع ما يقرب من 75 ألف شخص، غير عشرات الآلاف أيضا من المشوهين و الجرحى. لقد سبق لى أن زرت اليابان أكثر من مرة، واتيحت لى الفرصة فى إحداها لزيارة ناجازاكى (كتبت عنها فى 3/8/2014) وخلفت تلك الزيارة فى نفسى أثرا عميقا يصعب محوه، ودفعتنى إلى القراءة التفصيلية عن الموضوع بأكمله، أى إلقاء القنبلتين النوويتين على اليابان فى الحرب العالمية الثانية، لذلك فإن تاريخى 6 و9 أغسطس محفوران فى ذهنى ارتباطا بهاتين الواقعتين المأساويتين. وعادة ما يقال إن إلقاء هاتين القنبلتين هو ما عجل بانتهاء الحرب العالمية الثانية، ولكن ربما كان الأثر الأهم لإلقائهما هو اطلاع العالم كله على الكوارث والمآسى والأوضاع البشعة التى تترتب على استخدام القنبلة النووية، والتى تجعل بالفعل تملكها اليوم أمرا يندرج تحت باب الردع، وترويع الخصم، أكثر منها سلاحا للاستخدام الفعلى!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف