الأخبار
خالد جبر
الي أين يذهب تنظيم كأس العالم ٢٠٢٢؟
أضواء وظلال

قطر ٢٠٢٢ في مهب الريح.. الكل يعلم كيف ظفرت الإمارة الصغيرة الغنية بتنظيم كأس العالم القادمة رغم أنها غير مؤهلة لتنظيم أي حدث دولي علي أي مستوي مهما كان صغيرا.. فما بالك بمهرجان رياضي دولي يحضره الملايين ويهتم به ويتابعه المليارات.
هل تصنع الفلوس كل شيء.. ممكن ولكن ليس إلي درجة الفساد والإفساد في أهم مؤسسة رياضية في العالم وهي الاتحاد الدولي لكرة القدم.. صحيح أنه اتحاد فاسد من ساسه إلي راسه.. ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
منذ سنوات طويلة ورائحة الفساد المرتبط باختيار قطر لتنظيم البطولة تزكم كل الأنوف.. كلام عن رشاوي والقبض علي مسئولين في الفيفا.. وحديث عن سخرة العمال المشاركين في بناء المنشآت المستضيفة للحدث الكبير.. وأحاديث أخري كثيرة عن التوقيت والجو والطاقة الفندقية.. وزاد الحديث حدة وجدية بعد أن نظمت روسيا دورة رائعة هي الأروع في تاريخ البطولات.. وازدادت الحدة والجدية في الحديث عن قدرة الإمارة الصغيرة علي استضافة كأس العالم بعد المقاطعة التي قررتها الدول المحيطة بالإمارة مما يجعل استضافتها للحدث الكبير مغامرة محكوم عليها بالفشل.. فالحركة إلي الإمارة ومنها لا تتم إلا من خلال تركيا وإيران وهو أمر أكثر خطورة.
الأدلة والوثائق التي نشرتها صحيفة صنداي تايمز البريطانية حول حجم الرشاوي القطرية والتلاعب وخرق قوانين الفيفا من أجل انتزاع مونديال 2022، تلقي بظلالها علي الدوحة التي تواجه خسارة المونديال للأبد، فقد تأهبت بريطانيا لسحب تنظيم الكأس من قطر، وطالبت لجنة الرياضة والثقافة بمجلس العموم البريطاني الدعوة لفتح تحقيق مستقل في استغلال قطر لأشخاص للتأثير في ملفات بلدانهم، وسحب تنظيم المونديال منها ومنحه إلي إنجلترا إذا ثبتت التجاوزات.
و أثارت صحيفة »صنداي تايمز»‬ البريطانية فضيحة كبيرة تثير الكثير من الشبهات حول الملف القطري 2022 عندما كشفت عن استغلال قطر لأكاديميين ومؤثرين من أجل إفشال ملفات الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا قبل الحصول علي تنظيم كأس العالم في الثاني من ديسمبر 2010.
وكشفت الصحيفة أن الفريق المكلف بملف ترشح قطر لاستضافة كأس العالم 2022 أدار حملة سرية في عام 2010 للإضرار بملفات الدول المنافسة. وذكرت أنها اطلعت علي مستندات مسرّبة تظهر أن فريق الملف القطري استعان بشركة علاقات عامة أمريكية وعملاء سابقين في وكالة الاستخبارات الأمريكية لتشويه صور المنافسين، وأبرزهم الولايات المتحدة وأستراليا، بحسب.. وكان الهدف المزعوم للفريق القطري، كما تقول صنداي تايمز، هو نشر دعاية سلبية لترك انطباع بأن بطولة كأس العالم لا تلقي دعما داخليا في الدول المنافسة. ويفترض أن تنتهك مثل هذه الحملة، التي زعمت الصحيفة تنظيمها، قوانين الترشح في الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا.
ورصدت الصحيفة عددا من التجاوزات أهمها دفع تسعة آلاف دولار لأكاديمي مرموق لكتابة تقرير سلبي عن التكلفة الاقتصادية الباهظة لاستضافة البطولة في الولايات المتحدة، ثم توزيعه علي وسائل الإعلام حول العالم.. وتجنيد صحفيين ومدونين وشخصيات رفيعة في كل دولة لإثارة الجوانب السلبية في ملفات ترشح الدول المنافسة.. وتجنيد مجموعة من مدرسي التربية البدنية الأمريكيين ليطلبوا من أعضاء البرلمان (الكونجرس) رفض كأس العالم في الولايات المتحدة استنادا إلي أنه سيتم استخدام هذه الأموال بشكل أفضل بإنفاقها علي البرامج الرياضية في المدارس الثانوية.. وأيضا تنظيم احتجاجات شعبية في مباريات لرياضة الراجبي في أستراليا لمعارضة ملف الدولة لاستضافة البطولة.
في كل ساعة تتكشف بلاوي حول الحيل التي ارتكبتها الإمارة لتظفر بتنظيم كأس العالم.. وهي حيل تآمرية قذرة كتلك التي تمارسها ضد جيرانها وأشقائها أو الذين كانوا أشقاءها في العروبة والدين.. ولكن هذا ليس غريبا عمن ليس لديهم عروبة أو حتي دين.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف