المصرى اليوم
زاهى حواس
أوبرا توت.. مرة أخرى
فى عدد يوم الخميس الماضى من جريدة «المصرى اليوم»، تحدثت الكاتبة كريمة كمال فى مقالها، «العائش فى الحقيقة»، عن أوبرا توت عنخ آمون. وقالت بالنص: «فهل هكذا يتم اختيار ما يتم تقديمه كأوبرا فى مناسبة مهمة كهذه؟»، وتقصد افتتاح المتحف المصرى الكبير. وتضيف مستطردة: «وحياة توت عنخ آمون لم تعرف أى دراما فى تفاصيلها، لذا فالغريب أن يطرح «توت عنخ آمون» لعمل أوبرا، بينما ليس هناك فى حياته أى دراما». وتوضح قائلة: «فى المقابل نجد أخناتون الذى هو بحق أهم الفراعنة المصريين» وتطالب بأن تكون أوبرا افتتاح المتحف المصرى الكبير عن الفرعون الموحد الملك إخناتون.

وفى الحقيقة، وعلى الرغم من أننى لم أقابل الكاتبة كريمة كمال من قبل، فإننى أقدرها وأحترمها، غير أن ما ذكرته فى مقالها، المذكور آنفا، لا يمت للعلم أو للحقيقة بأى صلة، كما سوف أوضح لاحقًا.

ومن الجدير بالذكر أن هناك أوبرا مشهورة عن الملك أخناتون وما تزال تُعرض إلى الآن، وهى من تأليف الفنان الأمريكى فيليب جلاس عام 1983، وتتكون من ثلاثة أجزاء، وتم عرضها للمرة الأولى فى مدينة شتوتجارت الألمانية عام 1984. وعُرضت بعد ذلك فى العديد من المدن الأمريكية. أما عن الدراما فى هذه الأوبرا، فإنها تتحدث عن أخناتون كأول إنسان فى العالم يتحدث عن التوحيد وعن القوة التى تكمن خلف قرص الشمس، والذى أطلق عليها اسم «آتون». ونجد أنه فى الفصل الأخير قد تم قتل كل أفراد عائلة أخناتون فى النهاية، وتركوا تل العمارنة خرابًا.

أما أن حياة توت عنخ آمون تخلو من دراما، فهذا ليس حقيقيًا على الإطلاق؛ لأن حياة هذا الفرعون الصغير منذ ولادته وحتى موته مليئة بالأحداث الدرامية المثيرة التى لا نجدها فى حياة أى ملك مصرى آخر. وأوبرا توت عنخ آمون ليست لها صلة باكتشاف مقبرته إطلاقًا. وسبب اختيارى لتوت عنخ آمون أنه هو البطل المتوج بالمتحف المصرى الكبير؛ علاوة على أن هذه الأوبرا سوف يكتب لها العالمية والانتشار، لأنها تحمل اسم هذا الملك.

وأحب أن أود أن الباحث المصرى نور التميمى قد جمع حوالى ستين عملاً موسيقيًا وأوبراليًا عن مصر الفرعونية قام بتأليفها العديد من الفنانين، وللأسف لا نعرف منها غير أوبرا عايدة.

وعن الدراما فى حياة توت عنخ آمون، أقول إنه وُلد فى تل العمارنة من زوجة غير نفرتيتى التى كانت لها ست بنات من أخناتون، وتولدت الغيرة لديها من هذا الطفل الذى سوف يتولى الحكم بعد أخناتون، ولنا أن نتصور أنها قد تكون اتصلت بملك كوش، عدو مصر، كى يقتل هذا الطفل. وبعد ذلك تأتى دعوة أخناتون للتوحيد. ثم قيام القائد العظيم حور محب بتدريب الطفل توت على فنون الحرب. وبعد ذلك يموت أخناتون.

وتتولى نفرتيتى حكم مصر. وبعد ذلك يتم قتلها على يدىّ حور محب. ثم يتولى توت عنخ آمون الحكم. ويذهب إلى كوش على رأس جيش مصر ويعود منتصرًا. ويدخل الجيش إلى مصر مع الملك توت والقائد حور محب بموسيقى النصر. وبعد ذلك يموت الملك توت. ويطلب آى الزواج من أرملة توت الملكة عنخ إس إن آمون. وترفض. وترسل خطابًا إلى ملك الحيثيين تطلب فيه أن تتزوج من ابنه. ولم يصدق ذلك؛ لأن الرجال المصريين يتزوجون من أجنبيات، ولا يمكن لمصرية أن تتزوج من أجنبى إطلاقًا. ويرسل ملك الحيثيين رسولاُ كى يتأكد من ذلك. ثم يرسل ولده بعد ذلك كى يتزوج من الملكة. لكن القائد حور محب يقتله على حدود مصر ويعود إلى مصر منتصرًا فى حماية الجيش. وهنا يأتى آخر فصل وهو عودة القائد لحماية مصر.

وهذه الأوبرا أبطالها: أخناتون، ونفرتيتى، وآى، وحور محب، والعديد من الشخصيات التى تضيف لهذه الأوبرا العديد من الأبعاد الدرامية.

وأقول إن الأوبرا تعتمد على الأدلة التاريخية، ثم فى الوقت نفسه البعد الدرامى للقصة مع تسلسل أحداث الخط الدرامى. وفى النهاية، أرجو أن تكون رسالتى قد وصلت. مع تحياتى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف