المساء
ايمن عبد الجواد
باختصار- السنوات السبع العجاف
قصة سيدنا يوسف عليه السلام تتناول برشاقة وجمال حجم الظلم الذي تعرض له كما أخبرنا القرآن الكريم بداية من إلقائه في البئر إلي بيعه كعبد قبل أن ينتهي به المطاف إلي السجن رغم تبرئته علي لسان شاهد من أهلها "امرأة العزيز" وليس أي شاهد أو شهادة.. فهناك من العلماء من يقولون إنها جاءت علي لسان طفل رضيع أنطقه الله في المهد ليرد علي الادعاءات الظالمة ويكون بمثابة معجزة متجسدة أمام كل من في القصر.
ورغم هذا الظلم المتواصل الذي لازمه منذ نعومة أظافره.. لم يعرف سيدنا يوسف العقد النفسية التي تجعله يحقد علي المجتمع مثلما يقول علماء النفس عن الأطفال الذين ينشأون في مثل هذه الظروف ويتعرضون لضغوط كالتي تعرض لها وإنما جاء سلوكه علي مر القصة التي اسماها القرآن الكريم أحسن القصص علي النقيض تماماً.
تسامح مع اخوته الذين تآمروا لقتله ثم ألقوه في البئر وهو صبي صغير.. بل أكرم وفادتهم عندما حضروا إلي مصر مع الوفود التي قدمت من كل حدب وصوب خلال سنوات القحط وأجزل لهم العطاء.. وطلب منهم أن يأتوا بأهلهم أجمعين ليكونوا في جواره حتي يواصل الإحسان إليهم.
لم يحقد علي من سجنوه ظلماً مع وضوح أدلة براءته.. ولكن قدم لهم النصائح والخطط الاستراتيجية بعيدة المدي حتي يتجاوزوا الأزمة الاقتصادية.. ووضع لهم -وللبشرية كلها- قاعدة اقتصادية مضمونة النجاح 100% تتلخص في آية واحدة "قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم".. فأهم قاعدتين لتولي المناصب العامة العلم والخبرة وأيضا الأمانة.
لذلك عندما تولي المسئولية من هذا المنطلق حقق نتائج مبهرة باتباعه العلم والخبرة في حفظ القمح وقبل ذلك مواصلة العمل ليل نهار لزيادة الإنتاج حتي يكون المخزون كافياً خلال سنوات المجاعة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف