الوطن
نشوى الحوفى
عُد يا «سيكو» ولا تخف!!
على الرغم من عدم قناعتى بالاسم، فإننى كنت من أشد المهللين لخبر إعلان بلادى إنتاج أول موبايل مصرى الصنع «سيكو»، فتجاوزت موضوع الاسم وتجاوزت خبر سرقة البطاريات الخاصة به من المصنع قبيل تصنيعه -الذى لم يعلن لنا حتى اليوم من فعلها وإلى ماذا انتهى مصيره-! وتجاوزت حملة تسويقية اقتصرت على اختيار أحد المذيعين كمروج له بشكل غير مدروس!

وانتظرت أن تقدر وزارتا الاتصالات والصناعة تلك الخطوة بما تستحق، ولكن هيهات يا سادة كان الصمت الرهيب صديقاً صدوقاً لهذا المنتج المهم، فلم ألمح له حملة تسويقية بما تعنيه الكلمة فى سوق يوصف اليوم وفقاً للأرقام العالمية أنه «غول» تحارب فيه الدول لا الشركات وحدها، فلم نفطن فى بلادى أن ميلاد «سيكو» حدث مهم وجلل كان من المفترض أن يأتى وهو يدق أجراس التنبيه لمصر والمنطقة والسوق الأفريقى أن أوسعوا الطريق لبدء الصناعات التكنولوجية فى مصر، إذ إن ميلاده كان لا بد أن يصحبه جلجلة عالية الصوت تشد الانتباه لتلك اللحظة الفارقة التى أظن أننا لم نكن نسعى فيها بجدية ولكن اكتفينا بلقب «الأول» وفقط ثم.... ؟ صمتنا.

حتى انتبهت منذ بضعة أسابيع أثناء متابعتى لأحد إعلانات الموبايلات فى التليفزيون، وتساءلت عن حال أول موبايل مصرى وما هى أخباره فى ظل اختفائه القسرى عن حملة إعلانات الموبايلات من كل نوع ولون وجنسية؟ فسألت متخصصين فلم يجبنى أحد، فحاولت متابعته فى محال بيع المحمول وشركات الاتصالات فلمحته فى أحدها على استحياء وكأننا نعرض شيئاً حراماً يغضب ربنا!

حتى قرأت تصريحاً على «رويترز» منذ يومين للسيد محمد سالم، رئيس مجلس إدارة شركة «سيكو مصر» المصنعة لأول هاتف محمول مصرى، قال فيه إن شركته تخطط لطرح أسهمها فى بورصة مصر خلال 3 سنوات، كما تخطط للاستحواذ على نحو 17% من سوق الأجهزة المحمولة فى مصر بحلول 2020، وإن الشركة تعمل على مضاعفة الإنتاج واستثماراتها فى 2020، وإنها تسعى لزيادة المكون المحلى حالياً من 45% إلى 65% خلال ستة أشهر إلى عام، كما أشار سيادته إلى أن الجهاز يُباع حالياً فى الإمارات، وسيكون فى الكويت خلال أسبوع، وفى السعودية نهاية يوليو، وفى سلطنة عمان خلال أشهر الصيف.

تصريحات رئيس مجلس الإدارة تثير الحزن فى النفس، فبينما يتحدث عن حصة للمنتج المصرى الوليد تقدر بـ17% بعد عامين، يتحدث نظيره الصينى المسئول عن ماركة «هونر» التى غزت مصر بعد نزول «سيكو»، أنه يسعى بنهاية العام الحالى للاستحواذ على 5% من السوق المصرى الذى تقدر حجم مبيعات الهواتف الذكية به بنحو 2.9 مليار دولار حتى عام 2016 بواقع 18 مليون جهاز، ثم لماذا تذهب بالهاتف الوليد للإمارات والكويت والسعودية، حيث سيطرة الماركات العالمية على عقل المستهلك الذى يتمتع بالوفرة؟ ألم يكن الأجدر البدء فى أفريقيا مثلاً بعد حملة تسويقية يقودها محمد صلاح الذى بات قدوة؟ ثم كيف ستستحوذ دون تسويق حقيقى يشعر المواطن بالمنتج؟

نعانى أزمة فى التسويق والتخطيط.. لذا لا أملك إلا القول: «عد يا سيكو إلى أهلك ولا تخف».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف