الأهرام
ماهر مقلد
نقطة تحول معاناة السيدة فيروز
نقطة تحول
معاناة السيدة فيروز

عانت السيدة فيروز الفنانة العربية الكبيرة طوال السنوات الثلاث الماضية بسبب خلاف حاد وقع بينها وبين ابنها الفنان زياد الرحبانى واستمرت القطيعة بينهما حتى نهاية الأسبوع الماضى حيث عاد الدفء العائلى وتم الصلح. واقعة خاصة جدا لكنها معروفة فى لبنان بشكل عام والكتابات حولها كثيرة، خصوصا أن السبب كان الحديث عن السيد حسن نصر الله.

ظهر زياد فى مقابلة تليفزيونية قبل أيام وكشف فيها عن نجاح المساعى والصلح بينه وبين امه السيدة فيروز بعد كل هذه السنوات وقال الآن أراها كل يوم وأتكلم معها.

قصة الخلاف كانت مثيرة وقد لا تستحق هذه القطيعة، لكنها حدثت ربما بسبب الحساسية التى تتميز بها الفنانة الكبيرة حيث تعود الواقعة كما قال زياد الرحبانى إلى عام 2015 عندما كشف فى حديث صحفى عن أن فيروز معجبة بالسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله مما أزعجها بشدة، واعتبرت هذا التصريح ليس من حقه وهو تصرف غير مقبول يضعها فى منطقة سياسية لا تقترب منها، وظلت تحافظ طوال مسيرتها على الابتعاد عن السياسة والطائفية.

لم يكن يتوقع زياد رد الفعل بهذا الشكل ولم ينجح فى طى هذه الصفحة واستمر الحال كما هو حتى قبلت الصلح معه.

قد يتساءل البعض حول الدوافع التى تجعل علاقة بين أم وابنها تواجه هذا المأزق؟ وهو سؤال طبيعى فربما طبيعتهما ساعدت على تطور الأمر بأكثر مما يستحق، وربما كانت هناك دوافع أخرى.

حياة السيدة فيروز الشخصية محاطة بقدر كبير من الخصوصية فهى لا تظهر فى الإعلام ولا تلبى الدعوات للمناسبات العامة، وتعيش مع ابنتها وابنها الثانى الذى ترعاه وآخر ظهور تليفزيونى لها كان عام 2008 فى التليفزيون السورى فى مناسبة زيارتها لسوريا لاختيار دمشق عاصمة الثقافة العربية لإحياء حفلات هناك ويومها واجهت انتقادات واسعة من زعماء لبنانيين بسبب هذه الزيارة التى اعتبروها دعما لنظام الرئيس السورى بشار الأسد.

السيدة فيروز قيمة فنية كبيرة وقامة عربية لها مكانتها، والجميع يتمنى أن تطل من جديد بفنها الذى كان ومازال علامة فارقة فى تاريخ الغناء العربي. حافظت على تاريخها وعلى اسمها الذى يعرفه كل عربى ويستمع الى صوتها المميز، سواء وهى تصدح للوطن أو للحبيب. وستبقى كبيرة كما كانت على الدوام.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف