المصرى اليوم
سليمان جودة
فى عزاء شقيقة الإمام!
يرحم الله شقيقة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، الذى لما أراد إذاعة خبر وفاتها، صباح أمس، لم يحجز صفحة عن آخرها فى الجريدة للمتاجرة بالمناسبة، جرياً على عادات قبيحة سادت بين الناس، ولكنه نشر الخبر فى سطور معدودة وقورة تليق بالأزهر!
وقد كان فى مقدور الرجل أن يأخذ صفحة من بابها، وأن يقول فيها ما يحب، وأن يضع اسمه هو فى برواز ويميزه، وأن يُحصى أفراد العائلة، ومواقعهم، ومناصبهم، وأن يطلب عطف الذين يتزاحمون على الأبواب فى مثل هذه الأحوال، كما نطالع لآخرين ونتابع دائماً، ولكنه نحى ذلك كله جانباً، وأعطى الذين يتاجرون بالموت هذه الأيام درساً فى أصول اللياقة!.

وقد بحثت عن أى مشاطرة للشيخ الإمام، من جانب الذين يتشممون مثل هذه الأخبار، ويبادرون إلى توظيفها، فلم أجد مشاطرة واحدة منشورة، ربما لأن أصحاب مثل هذه المشاطرات لم يجدوا مصلحة سوف تتحقق من وراء مشاركة الإمام الأكبر أحزانه، فاختفوا تماماً وكأنهم لم يسمعوا بالخبر!.

وليس سراً أن المشاطرات قد تحولت إلى تجارة.. وكان هذا هو السبب فى الغالب، الذى جعل سياسياً وقانونياً كبيراً فى حجم الدكتور نعمان جمعة، يرحمه الله، يوصى بألا يقام له عزاء، ليمتنع المنافقون وتجار المناسبات!.

ويبدو أن الشيخ الإمام قد ألزم مؤسسات الأزهر.. إذا أرادت أن تجامله.. بالبعد عن البهرجة، التى شاعت إلى حد لم تعد معه تراعى حُرمة للمناسبة، ولا تحفظ جلالاً للموت، فقرأنا مشاطرة مشتركة من المشيخة، والجامعة، وهيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، وقطاع المعاهد الأزهرية، ومُدن البعوث، معاً!.. وكانت كلها.. كلها.. تقول عبارة واحدة، وتُعزى الإمام بكلمات قليلة فى الفقيدة!.

يرحمها الله.. ويرحمنا معها!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف