المصرى اليوم
صبرى غنيم
فواتير مدفوعة لتخريب العقول..
- الوطنية ليست شعارا.. ولا اسما موروثا بل هى انتماء ليس له ارتباط بالجنسية.. قد تكون مصرى الجنسية ولكنك لست وطنيا أى ليس عندك انتماء للبلد الذى ولدت على أرضه وترعرعت حتى رأيت الدنيا فيه، تعلمت فى مدارسه وأكلت من خيراته وشربت من نيله ومع ذلك تفتقد الحس الوطنى الذى يزرع فيك الانتماء لهذا البلد.. وقد رأينا كم من المصريين تمردوا على وطنهم.. فكانت نهايتهم أنهم ارتموا فى أحضان الخيانة من أجل حفنة دولارات باعوا الوطن بها، ولأنهم غير وطنيين هانت عليهم أنفسهم وهم يخربون فى العقول مقابل فواتير مدفوعة لحساب دول أجنبية يقيمون على أراضيها أو يتلقون منها الدعم المشبوه لزوم التخريب، فانطلقوا فى حملات مسمومة على الفيسبوك يشعلون الفتن والشائعات ضد استقرار وأمن بلدهم..
- لا أعرف ما الذى جرى.. ولماذا هذا الانفلات غير الأخلاقى لمجرد زيادة فى الأسعار طالت الكهرباء والوقود وكون أن يستقبلها المواطن وهو متضرر، هذا حقه، خاصة أصحاب الدخل المحدود وأنا واحد منهم.. ومع ذلك لكل شىء علاج فهذه ليست نهاية العالم، ثم إن الزيادة لم تكن مجهولة فنحن على علم بها يوم أعلنا تضامننا مع رئيس البلاد فى إنقاذ اقتصادنا ورفع الدعم.. كون أن يتضرر المواطن وأول شكوى له زيادة أجرة المواصلات، فأنا أعرف أن الأجهزة التنفيذية فى يدها العلاج وعلى سبيل المثال ما الذى يضير الحكومة لو أعادت النظر فى أيام الراحة الأسبوعية للموظفين بمعنى أن نمنح الموظف ثلاثة أيام إجازة فى الأسبوع، خاصة أن عندنا جيشا من الموظفين فى كل جهاز وفى كل مصلحة حكومية.. باختصار أيام الأسبوع لأربعة أيام لن يتأثر العمل ويكفى أن يعمل الموظف أربعة أيام بالتناوب.. وعن شكوى الشارع المصرى من زيادة أسعار الكهرباء فهى فعلا غير مقبولة للذين يسكنون فى غرفة أو غرفتين.. وغير ذلك نستطيع أن نرشد استهلاكنا أفضل لنا من أن نعيش فى ظلام حالك..

- الذى يؤلم أن الذين يحركون الفتنة على الفيسبوك يتبنون تخطيطات خارجية الغرض منها تأليب المجتمع، ونحمد الله أن أغلبية المصريين من الشرفاء هم الذين يتصدون ويتكتلون ضد هذه التخطيطات وضد الذين يتطاولون على النظام مع أننا كنا فى مثل هذه الأيام من أربع سنوات نتشعلق فيه ليحمينا من الإخوان، نظام لم يفرض نفسه علينا بل اخترناه بإرادتنا، تذكرون يوم أن طلب منا السيسى أن نشاركه فى وضع برنامج لإعادة بناء بلد كان مهلهلاً، واقتصاد منهار، وبنية تحتية واقعة، وشبكات كهرباء متهالكة، وعشوائيات أكلت معها الأخضر واليابس، يعنى الرجل طلب منا أن نكون معه شركاء، لم يبع لنا الهوا، فلماذا نتخلى عنه فى منتصف الطريق وقد انتهى فعلا من البنية التحتية التى تشجع أى مستثمر أجنبى على ضخ أمواله فى مصر، وكون أنه اقتحم بشجاعة مشكلة اقتصادنا المنهار ليعيد توازنه الذى فقدناه من سنين طويلة بسبب ديون الذين سبقوه لكرسى الحكم.. وكون أننا نشرب الدواء المر فنحن نحمى الأجيال القادمة من فواتير الدين الخارجى والدين المحلى.. يكفى أننا ننام ورجل مثل السيسى لا ينام لأن فى رقبته ما يزيد على المائة مليون، مطلوب منه مع كل صباح رغيف خبز لكل مواطن وكوب لبن لكل طفل ودواء لكل مريض ووظيفة لكل عاطل.. لذلك أقول اتقوا الله وكونوا قوة فى مواجهة إجرامهم على الفيسبوك.. فالوطنية ليست عضلات ولا ترويج الشائعات.. يكفى أن رئيس هذا البلد صلب لا ينكسر، لم يستسلم لعنترية ترامب ولا إرهاصات المخابرات الدولية.. كان الله فى عونك يا سيسى..


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف