المصرى اليوم
سليمان جودة
كوبر ليس مسؤولاً!
قرار الاستغناء عن كوبر بعد هزائمنا الثلاث فى كأس العالم يدل على أمر واحد هو أن شيئاً فى حياتنا العامة لن يتغير، وأن النتيجة مع المدرب الجديد للمنتخب ستكون هى ذاتها النتيجة الحالية.. وربما أسوأ.. ما لم نفهم أن أداء منتخبنا فى ملاعب روسيا ابن شرعى لأداء عام فى شتى المواقع فى البلد.. فالمنسوب واحد.. وإذا ارتفع فى موقع فسوف يرتفع فى باقى المواقع بكل تأكيد.. إنها نظرية الأوانى المستطرقة التى لا تخيب.. وهى لا تخيب لأنها علم وليست فهلوة!
وهذه بالمناسبة ليست دعوة إلى اليأس، ولا هى رغبة فى إثارة الإحباط، لكنها قراءة لواقع سيئ لا بديل عن تغييره للأفضل، لأننا نستحقه، ولأن بلدنا العظيم يستحق الأحسن، ولأننا نستطيع فعلاً إذا أحسنا توظيف إمكانات هائلة فى هذا البلد!

وعلينا أن نسأل أنفسنا بصراحة عما كان على كوبر أن يفعله، ليغير من هذه النتيجة المحزنة.. هل كان عليه أن ينزل، مثلاً، ليلعب بدلاً عن كل لاعب؟!.. هل كان عليه، مثلاً مثلاً، أن يطلب من الفريق المنافس أن يرأف بنا، وأن يلعب لصالحنا؟!

والذين راهنوا على محمد صلاح وحده، منذ البداية، أخطأوا بالتأكيد، وقرأوا الواقع على غير وجهه الصحيح.. فصلاح يؤدى فى بريطانيا على الصورة التى أدهشت العالم، وسوف يظل، لأن أداءه هناك يتم وسط فريق على المستوى نفسه، أو على مستوى قريب من مستواه.. وأداؤه المدهش فى ليفربول الإنجليزى هو وليد بيئة فى النهاية تسعفه، وتساعده، وتأخذ بيده.. ولا تخذله.. ولابد أن الولد كان يؤدى فى مبارياتنا الثلاث مع أوروجواى، وروسيا، والسعودية، ثم يتطلع حوله، ولسان حاله يقول: ما الذى أتى بى إلى هنا؟!

أداء منتخبنا هو ابن شرعى.. مرةً أخرى.. لطريقة من الأداء العام فى حياتنا، لابد من نسفها، وليس فقط تعديلها، ولا حتى تغييرها.. وإذا أردنا مثالاً يُقرب المعنى، فإن علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: لماذا أدى منتخب السنغال أفضل منا، ولايزال يؤدى، إلى الدرجة التى يتوعد معها منتخب كولومبيا نفسه؟!.. إننى أقارن منتخبنا بمنتخب أفريقى مثلنا فى انتمائه للقارة ذاتها.. ولكن أداءه أفضل منا بكثير، لأن الأداء العام من حوله فى بلده أداء جيد، وإلا، ما كانت وزيرة صحة السنغال قد فازت فى دبى، فبراير قبل الماضى، بجائزة أفضل وزير صحة فى العالم.. يعنى بالعربى الفصيح استقامت الصحة، فاستقامت الكرة، كما استقام التعليم قبلهما!

كوبر مجرد شماعة.. أو هو بالكثير كبش فداء.. وإلقاء المسؤولية عليه نوع من دفن الرأس فى الرمال!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف