الجمهورية
منى نشأت
بعينك .. يا.. راجل

بعيني شاهدته في مجموعة إعلانات ضخمة علي الطريق.. رجل في أذنه قرط.. بالعامية هو "حلق" والإعلان وراء الآخر كلما افقت من صورة صدمتني التي بعدها.
تذكرت أنني أول مرة أري رجلا علي هذه الشاكلة.. كنت أسير في أحد شوارع باريس.. في رحلة جماعية واخبرنا المرشد السياحي انه منظر له ما يبرره هناك فوضع الحلق في اذن رجل بهذا الشكل يعني أنه "شاذ" وهي إشارته لمن مثله ليتعارفوا نفس حالة الغثيان التي اصابتني وصدمتني وقتها هي ما شعرت به حين رأيت إعلانات هذا المنتجع وبطلها يتمدد وينفرد من لوحة إلي لوحة ولكن داخل بلدي وعلي شاشاتنا.
إثنان
قالت صديقتي التي كانت معي لابد أنه فنان مشهور أو لاعب كرة.. التخصصان اللذان يأتيا بالأوسكار والبطولات أو بالفضائح والمهازل وهما معا يشكلان الفئة الأكثر ثراء والأقل عطاء للبشرية.. فقليل بل نادر من يتخذ الفن رسالة تفيد الإنسانية أو ترقي بالذوق ولا أجد أي فائدة تذكر من تحويل المهارة إلي القدم وماذا لو دخلت كرة بين ثلاث شبكات أو خارجها وعلي المقاهي وفي البيوت من يقفز من علي مقعده ومن يصرخ "جون" اللاعب يضع عقله في قدمه والمتفرج ينسي العقل من أساسه ويظل يتابع بعينه أرجل تركل.
انها قناعتي الخاصة عن تلك الرياضة التي ليس فيها رائحة الروح الرياضية فالاعتداءات فيها أكثر من الابداعات.
ولكن لنترك الفنانين واللاعبين ونعود سيرتنا الأولي.. منذ سنوات ليست بالبعيدة لم نكن نتقبل فكرة شاب يجمع شعره في "ذيل حصان" ثم بدأت الصورة تظهر في كومبارس ثم بطل.. وتكررت حتي صار من العادي ان تجد رجالها شعرهم طويل.. وملقي علي الظهر أو مجموع في الخلف.
تكرار
انهم حين يريدون.. يطرحون.. ويكررون.. ثم تألف الموجود ويصبح جزءا من المفروض.
وهو ما يحدث الآن في إعلان الرجل ذو الحلق في الأذن الصورة امام العيون.. وتتكرر طوال طريقك وفي اكثر اماكن تجمعات الشباب الطرق التي لابد أن يسلكها أي ساكن أو مار إلي المدن الجديدة.
والخطوة التالية وجوه متفرقة علي الشاشة تؤدي نفس الفعل المشين.. ثم نعتاد ويدخل ارضنا من يري الشذوذ حرية شخصية.
وتضطر انت وأنا لوجودهم وسطنا كما قبلنا من قبل فرض البلطجة والوقاحة وإباحة مالا يباح.. هل يستطيع أحد أن يفسر كيف رضينا أو تغاضينا عن برامج مثل تلك التي تجمع شبابا وشابات في بيت واحد والكاميرات تصور واصبحت الغالبية تشاهد ولا تعترض وربما تبتسم او تشجع اختلاط مشين وإلي جانب البرنامج المعروف ظهرت مسلسلات مثل "هبة رجل الغراب" تعرض بيت فتاة مخطوبة وخطيبها يستيقظ من نومه في بيتها وكأن الامر صار عاديا أو هكذا يريدونه أن يكون.
عيب
لا هي حياتنا ولا ستكون والمفترض ان هناك جهة رقابية علي إعلانات الطرق ولا نترك الفرصة لصاحب مشروع أو رأس مال أن ينال من شبابنا وقيمنا بهذا الشكل المقزز.. أوقفوا صور أشباه الرجال.. ففخر بلدنا وعزها في رجالها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف