الأخبار
محمد السيد عيد
الوصل والفصل - ضابط الشرطة في مسلسلات رمضان
الوصل والفصل
لم تكن صدفة أن تندلع ثورة يناير يوم عيد الشرطة، وبعد اندلاع الشرارة الأولي توالت الأحداث بسرعة، فسقطت الشرطة، وقام الإخوان بحرق الأقسام، وهاجم النشطاء وزارة الداخلية، وواكب ذلك ظهور أول مسلسل ضد الشرطة، وهو مسلسل آدم، الذي قدمه فنان كان ضد الثورة ثم أراد أن يعتذر للجماهير عن موقفه. في هذا المسلسل رأينا صورة قاتمة لجهاز أمن الدولة، إذ يلفق التهم للناس ويعذبهم ليعترفوا بجرائم لم يرتكبوها، ويحولهم إلي مجرمين غصباً عنهم.
ورغم أن المصريين عرفوا قيمة الشرطة بعد ذلك، لما قاسوه من عمليات الخطف، والقتل، وسرقة السيارات، وغيرها، إلا أن التيار المعادي للشرطة والقانون استمر في الواقع والتليفزيون معاً، ولعب دور البطولة في التليفزيون الفنان محمد رمضان، من خلال مسلسلي ابن حلال والأسطورة.
في مسلسل ابن حلال يظلم الجميع البطل المسالم، ويصل الظلم مداه حين يبحث رئيس الحكومة عن شخص يكون كبش فداء لابنه الذي قتل إحدي الفتيات، ويقع الاختيار علي البطل، ويخدعه مدير مكتب رئيس الوزراء مستغلاً طيبته، ويحكم القضاء علي البطل بالإعدام ظلماً، لكنه يهرب، ويتحول لإنسان آخر، وينتقم من كل من ظلموه بنفسه، ثم يقرر أن يحارب الحكومة الظالمة نفسها، ويجمع أبناء المنطقة ليحاربوها معه، مؤكداً أن السبيل الوحيد أمام المواطن للحصول علي حقه وتحقيق العدل هو ذراعه وليس القانون ولا الشرطة، ورغم أنه يموت في النهاية إلا أننا نشعر بأنه ضحية الحكومة والشرطة الفاسدتين. وفي الأسطورة يؤكد مرة أخري أن الحل الوحيد في مواجهة المجتمع الظالم أن يتحول دارس القانون إلي مجرم يأخذ حقه بيده.
ولعبت مجموعة أخري من الممثلين أدوار البلطجة مصورة أن المجتمع المصري غابة، والقوي هو الذي ينتصر، وكان علي رأس هؤلاء أمير كرارة ويوسف الشريف. وأخيراً ظهر توجه إنتاجي مختلف تبني تحسين صورة رجل الشرطة، واجتذب اثنين من أبطال المسلسلات السابقة الناجحين لتقديم شخصية ضابط الشرطة بدلاً من الضحية أو البلطجي، فرأينا محمد رمضان في نسر الصعيد يقدم شخصية زين القناوي الذي يقيم العدل حتي علي أخيه، وقدم أمير كرارة في كلبش شخصية سليم الأنصاري الذي يواجه أعداء المجتمع. كما رأينا في مسلسل طايع نموذجاً ثالثاً للضابط الوطني الذي يدافع عن آثار بلده. باختصار، رأينا نموذجاً جديداً لرجل الشرطة يستحق أن نحييه.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف