الأخبار
محمد بركات
بدون تردد - الشفافية.. وأموال التبرعات
بدون تردد
أحسب انه كان هناك قدر كبير من الانفعال الغاضب والزائد عن الحد في ردة الفعل التي أعقبت المقال المنشور في جريدة المصري اليوم الاسبوع الماضي، للكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد حول مستشفي »٥٧٣٥٧»‬ لعلاج سرطان الاطفال، والذي طالب فيه ـ كما ذكرـ بكشف الحقيقة عن الادارة المالية لمحفظة التبرعات التي يتلقاها المستشفي.
وفي تقديري أن القول بأن المقال يمثل تهجما علي المستشفي يضر به، ويمس الدور الكبير والرائد الذي يقوم به في علاج الاطفال المصابين بالمرض اللعين، هو قول خاطئ تماما، وفيه مخالفة للسياق العام للمقال.
أما الادعاء بأن المقال يحمل في طياته قضية ذات دافع شخصي للكاتب، يقصد من ورائه الإساءة الي أو التشهير بمدير المستشفي، وإثارة الغبار حول أسلوب إدارته للأموال التي يتلقاها المستشفي كتبرعات من أهل الخير واصحاب القلوب الرحيمة،..، فهو في تقديري قول خاطئ أيضا.
بل أزيد علي ذلك، القول بأنه يحمل في طياته محاولة واضحة للخروج بالقضية موضع المقال من الدائرة الواسعة للمنظور العام، الذي يثير قضية الشفافية وإتاحة المعلومات وكشف الحقائق، والدخول بها الي المنظور الضيق للنوازع الشخصية.
وكنت ومازلت أتمني من كل الهيئات والجمعيات والمؤسسات ودور العلاج أو الرعاية الصحية والاجتماعية العامة والخاصة، التي تتلقي كما كبيرا أو قليلا من التبرعات أو الإعانات سواء من الداخل أو الخارج، أن تكون علي قدر كبير من الايمان بضرورة وأهمية الشفافية وإتاحة المعلومات والكشف عن كل البيانات.
وأن تبادر وحدها بالكشف عن محفظتها المالية، وطريقة إدارتها للأموال التي تتلقاها كتبرعات من الجهات والافراد وأسلوب التصرف فيها،..، كما اننا نطالب الأجهزة الرقابية في الدولة بالقيام بدورها وواجبها في متابعة هذا الأمر، وأن يتم الاعلان بشفافية تامة عن ذلك في تقرير سنوي معلن وواضح، بدلا من ترك الامور للاجتهاد الشخصي أو التخمين.. وهو ما يفتح الطريق للشكوك والريب.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف