الوطن
ناجح ابراهيم
د. مجدى عاشور.. عاشقاً للرسول
كل مؤمن له حال مع الله، وله حال أيضاً مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعادة ما يكون حاله مع النبى الكريم فى ناحية أو أكثر من نواحى الفضائل، فقد يعشق الشجاع صفة الشجاعة فى النبى، أو يكتب عنها مثلما فعل أمين الجامعة العربية الأسبق عبدالرحمن عزام، الذى كتب عن شجاعة الرسول، وكأنه استقى شيئاً من شجاعته، أو الداعية الذى يعشق حكمة النبى فى دعوته وتأليفه للقلوب، مثل «الكاندهلوى»، كالزاهد العابد الذى تستميله عبادة النبى لربه، أو الذى يعشق الحرية ويكره الاستبداد مثل عبدالرحمن الشرقاوى، فيكتب «محمد رسول الحرية».

ومن يتأمل حال د. مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، يجد أن الرجل عشق حكمة النبى وتيسيره فى اختياره لأمته، وقد أخرج د. مجدى حالته مع النبى فى منظومة فريدة غير مسبوقة سمّاها بالعامية تيسيراً على السامعين «أًصل سيدنا النبى مالوش زى»، تحدث فيها كثيراً عن خصال النبى التى توقف عندها، وهى أكثر من أن تُحصر فى هذا المقال.

فيقول فى أحدها: الصفات الحسنة بالنسبة للسيئة كالبستان وسط الصحراء، وكالماء الذى يطفئ لهب النار، فلا يبقى منها إلا الضياء، فإذا كثرت سيئات من حولك، فلا يزيلها إلا حسناتك، لتشفع لك يوم العرض، ففى الحديث «ألا أخبركم بمن يحرم على النار، وبمن تحرم عليه النار؟ كل هيّن ليّن قريب سهل».

وفى خاطرة بعنوان «يسر على أحبابه كيفية وصاله»، قال: «من كانت له عليك منة، ولا تستطيع مكافأته فابحث عمن يحبّه فأحبه وأكثر زيارته، فمن أسعد حبيبك أسعدك، ومن وصله وصلك، ومن أحبه سكن قلبك، فإذا أردت أن يكون لك مكان بقلب النبى فأحب وصل ذوى قرباه «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى».

وفى خاطرة بعنوان «بشراه لأهل الابتلاء»، قال «إذا زاد ابتلاؤك وأنت تؤدى ما عليك، فلا تحزن، فهى بشرى من الله، فهو يُقرّبك ويرفعك ولا يعذبك، فالمحب لا يعذب حبيبه، ألم تسمع قول النبى: «إن العبد لتكون له الدرجة فى الجنة، فلا يبلغها بشىء من عمله حتى يبتليه الله، ليبلغ به تلك الدرجة».

وفى إطلالة أخرى بعنوان «يقابل الإحسان بالإحسان»، يقول: «ليس عيباً أن تأخذ من غيرك ما دامت الدنيا بعيدة عن قلبك، فتعطى من أعطاك، فيدوم الوصال بينكما وتطول أيامه ولياليه، وهكذا شأن نبينا مع من يهاديه «يقبل الهدية، ويثيب عليها، أى يجازى عليها».

وفى إطلالة أخرى بعنوان «الأنفع للخلق سيدهم»، قال: يتميز فى عصره من زاد نفعه عن سابقيه، ويكون من القلة المخصوصة إذا تميّز نفعه عن معاصريه، ويكون من أهل العزة والندرة إذا استمر نفعه للاحقيه، فيكون بهذا نافعاً فى الماضى والحاضر والمستقبل، فما بالك بنبينا المكمّل الذى هو الأعلى رحمة وحسن عشرة وتواضعاً وتعايشاً مع كل الملل، فوصف نفسه «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وفى أخرى، يقول: «نجاحك يكون بقدر تعاونك مع من حولك، وأن يسبق عملك فيهم قولك، فتسارع فى خدمتهم ويزداد ذلك مع أهلك وذوى قرابتك، حتى إذا كنت فيهم لم يروا غيرك، وإن غبت عنهم عاشوا بك، وانتظروا طلتك بل ظلك»، وهكذا كان النبى «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى».

وفى أخرى، يقول: الانتساب لأهل الفضل باب للقربى: قد يحزن المرء إذا حصر ذلك فى النسب، وظن أن الانتساب لا يكون إلا لأبناء الصلب، وغاب عنه أن النبى قد فتح الباب لكل مشتاق، وجعل الانتساب ليس بالصلب وحده، لكن بالحب، ويقول صاحب الفضل فى الصلب والحب «المرء مع من أحب».

هذه بعض إطلالات «أصل سيدنا النبى مالوش زى»، التى جاوز عددها حتى الآن قرابة مائتى إطلالة، وكلها تصف النبى بوصف جميل وتحث الناس على خلق فاضل، فى موازنة رائعة تعرّف الناس بسيد الخلق وتهديهم إلى أحسن الأخلاق والخصال.. سلام على محبى الرسل وأتباعهم وحوارييهم إلى يوم يبعثون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف