أيام معدودة ويخوض المنتخب الوطنى لكرة القدم غمار المنافسات الشرسة التى ستواجهه فى روسيا مع قرناء متباينين فى المستوى متساويين فى الطموحات.. ولن نهدر الأوقات ونضيع الفرص فى تناول اختيارات كوبر المدير الفنى ورفاقه بالقدح والمدح، ونشيد بهم لأنهم ضموا هذا أو نعتب عليهم لتركهم ذاك وننضم لعموم الجماهير التى جأرت وهتفت تحذيراً لهم على اقتصار تمثيل المهاجمين بقائمة المختارين على مروان محسن فقط فلا يوجد وقت لمثل هذه التحذيرات وإبداء مثل هذه التحفظات.. هم يدركون تماماً الأبعاد ويحسبون تماماً التبعات ويتخذون قراراتهم ويصدرون تعليماتهم وفقاً لاستراتيجية واضحة المعالم محددة الركائز ومهما اختلفنا معهم فلن يكون هناك ثمة مناخ لهذا الاختلاف.. ولذلك فمن الأجدر أن نتحدث عن أوجه الاتفاق حالياً لأنه يمثل العنصر الفعَّال والإيجابى الذى يساعد الناس على التفاؤل ويبعث بداخلهم نوعاً من الاطمئنان.. ولعل كوبر ومعاونيه يتفهمون تماماً كل جوانب وكل معطيات المنافسين.. فيسعون لتفادى مواجهة نقاط القوة واستغلال مكامن الضعف من خلال تحليل شامل وكامل للثلاثى المنافس.. ووضح أن الاستراتيجية الفنية التى يعتنقها »الهر« الأرجنتينى تعتمد على غلق وسد منطقة المرمى والمساحات التى أمامها أمام الغزوات والتسديدات المقابلة وبذل كل الجهود للحيلولة دون هز الشباك والخروج بالتعادل حتى ولو كان سلبياً فى أولى وأهم المباريات أمام أوروجواى… ولا توجد أى خلافات مع الرجل لأن كل الخبراء يرشحون زملاء كافانى وسواريز لاحتلال قمة هذه المجموعة ونأمل أن يحجز أحفاد الفراعنة التذكرة الثانية معهم للتأهل للدور التالى.. وليس مستبعداً، ولن يكون مستحيلاً وقوع المفاجأة وتحقيق الفراعنة للفوز عن طريق هجمة عنترية مرتدة يتمكن من خلالها مروان محسن أو السعيد أو تريزيجيه و من خلال خطأ قاتل لأحد مدافعى أوروجواى أو حارس مرماهم.. فالكرة فيها كل الاحتمالات قائمة صحيح لكل احتمال نسبة.. لكن تتعالى وتتعاظم هذه النسب مع الكفاح والحماس والطموح.. ثم حتى إذا لم يتحقق المراد من رب العباد ووقع المحظور فى الافتتاحية وخسرناها بهدف ليس أكثر فسيكون التعويض جائزاً ومتوفراً فى الاثنتين الأخريين
صحيح سيناصر الروس العوامل المناخية والأرض والجمهور.. غير أن هذه العوامل لن يكون بمقدورها ترجيح الكفات الفنية المتواضعة خاصة مع وجود احتمال ضئيل بإمكانية لحاق الموهوب محمد صلاح بالمباراة.. وتأتى الثالثة وهى أمام منتخب عنيد وصلب حتى مع الاعتراف بأن مشواره الودى قبل البطولة لمي كن موفقاً وواجه مؤخراً هزيمة ثلاثية من بيرو.. الأمر الذى تسبَّب فى انتقادات لاذعة وهجمات ناقعة من الجماهير على اللاعبين ومديرهم الفنى الأرجنتينى بيتزى.. ولابد أن يعرف كوبر أن مباراته مع المنتخب السعودى تمثل عقبة وتشكل صعوبة وعرة لما هو موجود من حساسيات وحسابات سابقة تجعل من الأخضر قوة لا يستهان بها وتمنح لاعبيه دفعة معنوية هائلة بتعويض الفوارق الفنية.. وفى النهاية لا نملك سوى الدعاء لله أن يمنح أبناءنا التوفيق ويلهمهم السداد.