المصريون
محمد عبد القدوس
(سيدتى «هاجر».. قصة أغرب من الخيال)
سيدنا إبراهيم كانت له زوجتان.. واحدة يهودية اسمها "سارة"، وأخرى عربية تسمى "هاجر"، وهذه لها قصة أغرب من الخيال لم تحدث من قبل مع أى امرأة أخرى، فقد تزوجها سيدنا إبراهيم وأنجب منها "إسماعيل"، وفجأة أخذها مع ابنها الرضيع وانطلق إلى صحراء قاحلة بشبه الجزيرة العربية، وتركها هناك مع ابنها ثم انصرف!! وكان سلوكه هذا غريبًا جدًا بالطبع، لكن زوجته امتثلت له لأنها تعلم أنه نبى وسألته قبل أن يغادرها: "هل الله أمرك بهذا؟" قال نعم! قالت إذن لن يضيعنا!! وبعدها أصبحت وحيدة لم تستسلم للموت وتستعد للقاء الله! بل أرادت النجاة والحياة وأخذت بكل الأسباب التى تؤدى إلى ذلك.. وهذا هو التوكل الصحيح على الله سبحانه وتعالى، وهو يختلف عن التواكل الذى يقوم على الاكتفاء بالدعوات دون الأخذ بالأسباب، وهذا ما يرفضه إسلامنا الجميل.. المهم أن سيدتى "هاجر" كانت مصممة على الحياة، فأخذت تسعى بين "الصفا والمروة"، وهما جبلان بالقرب من مكة بحثًا عن الماء، فعلت ذلك ست مرات، وقبل أن يصيبها اليأس وجدتها فى المرة السابعة! حيث تفجر الماء وغمر المكان كله! وقررت السماء تخليد ذكرى بطولة تلك المرأة، وهكذا أصبح الطواف بين الصفا والمروة سبعة أشواط من المعالم الأساسية للحج والعمرة يؤديه كل حاج أو معتمر.
وأراهن أن الغالبية العظمى لا تدرى شيئًا عن تلك القصة، وإنما تفعل ذلك استجابة لأوامر الله! أما سيدتى "هاجر" فتستحق "تعظيم سلام"، ولقب "ست الكل".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف