جاء اختيار اللواء راضي عبد المعطي لرئاسة جهاز حماية المستهلك في فترة مهمة فالمستهلكون يعتبرونه محاميهم الاول امام جشع التجار وسط موجات استغلال حاجة المواطن برفع الاسعار وعدم مراعاة حقوق المستهلكين في ظل غياب ثقافة الاستهلاك لدينا وغياب توعية المواطن بحقوقه القانونية ومنها الاحتفاظ بفاتورة مشترواته.
واختيار اللواء راضي لرئاسة الجهاز جعلني اتفاءل كثيرا لما اعرفه عنه من نظافة اليد والشفافية ودوره المهم خلال تاريخه العملي داخل مصر وخارجها تعرفت عليه في الخارج أثناء عمله باكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية كنت فخورا عندما كان يأتي الحديث عنه من رجال الشرطة في عالمنا العربي الذين يدرسون تحت يده فقد كان نموذجا مشرفا واستطاع خلال تواجده بالرياض ان يبني شبكة كبيرة من العلاقات مع ابناء الجالية المصرية وساند بشكل كبير جمعية رجال الاعمال المصريين في السعودية.
الخبرة التي اكتسبها اللواء راضي يؤهله لقيادة هذا الجهاز المهم . وظني اننا سنري جهازا يعمل مع المواطن يدافع عن حقوقه وبشائر النجاح العملي سنراها باصدار دليل حماية المستهلك الذي سيقود المواطن للمطالبة بحقه في سلعة جيدة ومؤمنه صحيا وهذا يجعل التجار يفكرون ألف مرة ومرة قبل رفع اسعارهم او احتكارها او التلاعب بتواريخ الصلاحية او سلع مجهولة المنشأ.
لا أقول ان اللواء راضي يحمل عصا سحرية سيغير كل شيء وبدون تعاون المواطن وتفعيل الدور المجتمعي في ظل وجود اكثر من 45 ألف جمعية اهلية بينها 97 جمعية تعمل في مجال حماية المستهلك دورها حتي الان لايزال محدودا ومطلوب تفعيله. بشكل افضل لكي يكون مساهما في توعية المواطنين.
أمامه ملفات كثيرة شائكة ومتشابكة مع تجار شرفاء واخرين "شهبندر" ومحتكرين وقائمة فساد صناعات "بير" السلم ولا يغيب عنه ان قطاع السلع المجهولة المصدر والسوق "الرمادية" الوسيلة الثراء السريع ومطلوب ان يواجه هذا القطاع بقوة وبحسم.
الحقيقة التاجر الامين في مصر بات عملة نادرة في ظل غياب الرقابة في الاسواق ليس في المدينة فقط بل وهذه رسالة يعرفها جيدا اللواء راضي ما ينتشر في قرانا من سلع ليس معروفا مصدرها وصلاحيتها .
اظن ان اللواء راضي سينجح في جعل المواطن شريك الجهاز في ضبط الاسواق مع وجود مواقع للجهاز يصل إليها المواطن واعتقد ان مواجهة جشع التجار مهمة المواطن مع الجهاز الذي سيرد سريعا علي شكاوي.
لا اعتقد ان فروع الجهاز الحالية تكفي في تغطية مصر لابد من انشاء مقار جديدة بالمحافظات ومطلوب التشهير بالتجار الذين يتم ضبطهم بالغش والتعاون مع صناعات بير السلم هنا سيكون الخطوة المهمة لردعهم. ناهيك عن مخازن حفظ البضاعة المنتشرة حول ضواحي القاهرة مهمة صعبة وكبيرة امام اللواء راضي في تجربته الجديدة واعتقد بخبرته سيكون نموذجا جيدا للمسئول الذي يعمل لصالح المستهلك وسيواجه التجار وجشعهم وهذا ما يتمناه المواطن مع أمنياتي له بالتوفيق.