المساء
السيد العزاوى
أهل الإيمان
من السابقين الأولين في الإسلام ونال الكثير من التعذيب من أجل أن يتراجع عن دين الحق لكنه ظل صامداً وثابتاً نور الإيمان يتلألأ في صدره وامتلك كل كيانه.. هذا الرجل هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي أبواليقظان وهو حليف مخزوم. وأمه سميه. وهي أول من استشهد في سبيل الله عز وجل. وعمار وأبوه وأمه من السابقين في الاسلام وقد كان اسلام عمار بعد بضعه وثلاثين من المسلمين. وهو من نال تعذيباً فوق طاقة البشر إلا أنه لم يتزعزع عما استكن في قلبه. ويكفيه شرفاً أن رسول الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حينما رآه يتعذب هو وباقي اسرته قال صلي الله عليه وسلم قولته المشهورة."صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنه" ويقول الواقدي وغيره من أهل العلم بالانساب والاخبار أن ياسر والد عمار عرني قحطاني مدحجي من عنس وابنه عمار كان مولي لبني مخزوم وقد تزوج أبوه فأنجبت له عمار. وكان سبب قدوم ياسر والد عمار إلي مكة أنه جاء إلي هذا البلد الأمين هو وأخوان له يقال لهم "الحارث" و"مالك" في طلب أخ لهما رابع لكن الحارث ومالك عادا إلي ضيمن وبقي ياسر في أم القري حيث أقام بها بصفة دائمة.
اثناء تواجد ياسر في مكة حالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر ابن مخزوم وتزوج أمه يقال لها سمية فولدت له عماراً فاعتقه أبوحذيفة وهنا صار عمار مولي لبني مخزوم بينما أبوه عرني من أهل اليمن وقد أسلم عمار والرسول صلي الله عليه وسلم في دار الارقم بن أبي الارقم وكان معه حين قدم إلي دار الارقم صهيب بن سنان حيث اعلن الاثنان اسلامهما في وقت واحد وعن هذا اللقاء الذي جمع بين عمار وصهيب يقول عمار: لقيت صهيب بن سنان علي باب دار الارقم ورسول الله صلي الله عليه وسلم فيها فقلت له: ماذا تريد؟ فقال هو ايضا وماذا تريد أنت؟ فقلت: اردت أن ادخل لمحمد واسمع كلامه فقال: وانا مثلك اريد ذلك. فدخلنا نحن الاثنان علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فعرض رسول الله صلي الله عليه وسلم عليهما الإسلام فاسلما وعن هذا اللقاء يقول وبره عن همام أنه سمع عمار يقول رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة عبيد وامراتان وأبوبكر. ويقول مجاهد أول من أظهر اسلامه سبعه في مقدمتهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم أبوبكر وبلال ووخباب وصهيب وعمار وأمه سميه وتضيف كتب السيرة والتراجم عن الثقاة من الرواه: أنه اختلف في هجرة عمار إلي الحبشة.
عمار بن ياسر بعد اعلان اسلامه في دار الارقم تعرض للعذاب الشديد ولم يتركه المشركون الذين قاموا بتعذيبه حتي نال من رسول الله وذكر آلهة هؤلاء المشركين بالخير وعقب هذا التعذيب توجه إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأله الرسول قائلاً: ما وراءك؟ قال: شر يارسول الله فما تركني المشركون حتي نلت منك بينما اشرت لألهتهم بالخير. فقال له الرسول: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنا بالإيمان. قال صلي الله عليه وسلم: فان عادوا لك قعد لهم ويقول الرواة عن أبي الحسن بن متوية: أن قول الله تعالي: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" أنه نزلت في عمار بن ياسر بعد أن نال عذاباً شديداً علي أيدي هؤلاء الكفار وغداً نستكمل الحديث عن هذا الصحابي ثابت العقيدة ونور الإيمان لم يفارق قلبه وامتلك كل وجدانه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف