الجمهورية
رياض سيف النصر
محاولة للفهم .. الكرة في ملعب الأحزاب
لا يوجد أي مبرر للأحزاب. خاصة التي لديها نواب في البرلمان. من تقديم مبادرات جادة. في إطار الرؤية التي قدمها الرئيس عبدالفتاح السيسي في البيان الذي ألقاه أمام مجلس النواب لإعلان برنامج رئاسته الثانية.
تعهد الرئيس بتحقيق إصلاح سياسي يواكب الإصلاح الاقتصادي.. وتنمية سياسية حقيقية تساير ما تحقق من تنمية اقتصادية.
والإصلاح السياسي لا يمكن أن يتحقق. بينما معظم الأحزاب المصرية التي تجاوز عددها المئة. تتخذ موقف المتفرج. وتنشغل بقضايا صغيرة لا تتناسب مع التحديات الصعبة التي تواجه الوطن.
وأعتقد أن الأحزاب التي لديها نواب في البرلمان. هي التي تتحمل مسئولية المبادرة.. والإعلان عن رؤيتها في القضايا التي أثارها الرئيس.. وقد بادرت بعض الأحزاب بالفعل في عقد اجتماعات لدراسة البيان.. خاصة فيما يتعلق بتفعيل الحياة السياسية. وإعادة ارتباط المواطنين بالأحزاب. والمساهمة الجادة في مواجهة تحديات المرحلة القادمة. التي أعتقد أنها لن تقل صعوبة عن المرحلة الأولي.. لأن تنمية الاقتصاد.. أسهل بكثير من تحقيق التنمية البشرية التي يسعي إليها الرئيس. كما جاء في بيانه. ومعركة بناء الإنسان أصعب بكثير من إقامة المصانع والأنفاق وتشييد العمارات.
ويتطلب إعادة النظر في سياسة التعليم.. والثقافة.. والصحة. وهي مهام أوضح الرئيس أنها ستكون في مقدمة اهتمامه في ولايته الثانية. وهي مسئولية يجب أن تشارك فيها الأحزاب.. وتدير حولها حواراً جاداً حول أفضل السبل لتحقيق تلك الأهداف.
وعندما أشير إلي أن المبادرة يجب أن تبدأ من الأحزاب التي لها نواب في البرلمان. لا أتجاهل أحزاباً أخري جادة حالت أوضاعها دون الوصول إلي البرلمان. ولكن عدد كبير من الأحزاب بلا فاعلية وأقيم علي أساس عائلي. ولا يجب أن ننتظر من تلك الأحزاب مشاركة فعالة. أو تأثيراً علي الرأي العام. كما أنه لا فائدة ترجي من محاولة إقناع قياداتها بالانضمام إلي أحزاب أخري. لأن تلك القيادات لن تتنازل عن مواقعها.. التي تحقق من خلالها مصالحها الشخصية.
حوار الأحزاب المؤثرة. يجب أن يشمل أيضاً أجهزة الدولة. لكي تنطلق الأحزاب علي أسس سليمة. ولا تتعرض للتضييق عليها من جانب تلك الأجهزة. وأن عليها أن تتفهم تعهدات الرئيس بأن الاختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلي أمتنا. وتأكيده بأن مصر تتسع لنا جميعاً.
دعونا نعترف أن هذا المفهوم غاب عن العديد من المسئولين. الذين اعتبروا أن كل مخالف في الرأي.. هو عدو بالضرورة للنظام.
بينما رئيس الدولة يؤكد أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون شاغله الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعي.
ويوضح الرئيس أنه لن يستثني من تلك المساحات. إلا من اختار العنف والإرهاب.. سبيلاً لفرض إرادته.
ولا أظن أن أي حزب سواء كان مؤيداً أو معارضاً. يختلف مع تلك الرؤية. وأن الجماهير العريضة ترفض أصحاب الفكر المتطرف. خاصة بعد التجربة المريرة التي استمرت لمدة عام تحت حكم الإخوان. واكتشف المواطن البسيط أنهم استغلوا الدين للوصول إلي الحكم.. وأن شعار الديمقراطية لم يكن إلا وسيلة لخداع الجماهير.
ملايين المصريين الذين اختاروا الرئيس عبدالفتاح السيسي لولاية ثانية. يدركون أن بمقدوره إخراج البلاد من النفق المظلم. وإرساء قواعد ديمقراطية صحيحة. واعتبار المعارضة جزءاً من الحكم. وأن وجودها ضروري لإصلاح المسار. والحيلولة دون انفراد مجموعة بعينها بتقرير مصير الوطن. وهو ما يرفضه الرئيس ويعلن أنه رئيس لكل المصريين. لا فرق بين مؤيد ومعارض. طالما لا يشارك في ارتكاب الجرائم ضد المواطنين الأبرياء.
رغيف الغلابة
قبل أيام عدت متأخراً إلي منزلي بالتجمع الخامس. وفوجئت بعدم وجود خبز لوجبة الإفطار. تكرم عليَّ البواب مشكوراً بإهدائي عدة أرغفة من التي يحصل عليها علي بطاقة التموين. أعدتها إليه بعد أن شكرته لأنها لا تصلح للاستهلاك.
تصادف في اليوم التالي. أن توجهت إلي قريتي بالفيوم. ووصلت قبل أذان المغرب بدقائق معدودة. وتناولت وجبة الإفطار مع أحد المزارعين. وفوجئت بأن الرغيف الذي يوزع علي بطاقة التموين بخمسة قروش. أفضل من الذي أشتريه بجنيه في القاهرة.
وجه الغرابة أن الأفران تحصل علي نفس الكمية في الأقاليم.. فلماذا العبث برغيف الغلابة؟!!.. الفرن في عزبة الصعايدة التابعة لمنشأة سيف النصر مركز إطسا.. والسؤال أوجهه للصديق علي مصيلحي وزير التموين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف