الجمهورية
محمد الدمرداش
بيني وبينك .. نظرة للأمام .. لا تحت الأقدام
قد يكون الوقت غاية في الصعوبة والحساسية ولكنه الخوف علي مستقبل منتخباتنا الوطنية . والرعب من فقدان المكاسب والآثار الطيبة التي تحققت بالوصول إلي نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا ما دفعني للهمس في أذن قيادات اتحاد الكرة وضرورة توخي الحذر والتفكير فيما ينتظرنا من مخاطر بالمستقبل القريب.
منتخبنا الوطني احتل المركز الخامس في قائمة المنتخبات الأكبر في متوسط أعمار اللاعبين بعد أن وصلنا لـ 29 عاما وهو سن كبيرة لم يتابع ويدرس جميع المدارس والفرق المشاركة في كأس العالم المقبلة ويتطلب التفكير فيما هو أبعد من محطة روسيا وما تحمله للكرة المصرية
هي نفسها الغيوم التي طالتنا عقب ثلاثية الأمم الأفريقية وحالة الضياع التالية لها حتي رزقنا الله بمحمد صلاح ليكون عونا لنا في الوصول إلي المونديال وها هم الفراعنة يواجهون حقيقة اعتزال مجموعة من اللاعبين المؤثرين عقب المونديال وعدم تجهيز أو إعداد البدائل الممكنة والقادرة علي استكمال المسيرة بنفس القوة.
ويزيد من صعوبة الموقف ما انتهي إليه مشوار منتخب الشباب أو منتخب الأمل من فشل واضح وغير قابل للشك أو التبرير وبالتالي خسارة جيل كامل لم يظهر فيه محمد صلاح جديد يبعث للطمأنينة والأمل والتعلق بهدف أبعد وأقوي من مجرد الظهور في محفل عالمي وسط الكبار.
في المقابل تجد مجموعة من المنتخبات المنافسة خطط مسئولوها وتحملوا مشقة التفكير والبحث فيما هو آت . وتحقق لهم ما أرادوا بالوصول إلي توليفة رائعة من اللاعبين . جمعوا فيها بين الخبرة والمهارة والشباب . ومنها علي سبيل المثال المنتخب التونسي الشقيق كأحد أبرز المنافسين عربيا وأفريقيا بخلاف نيجيريا أبرز المنافسين قاريا والاثنان نجحا بالفعل في النزول بمتوسط العمر لـ 25 و26 عاما ونجح كل منهما في إعداد جيل جديد من اللاعبين الشباب القادرين علي تحقيق الانتقال النوعي والآمن عقب انتهاء منافسات كأس العالم بروسيا وعدم الاصطدام بواقع مرير خلفته العشوائية والنظر دائما تحت الأقدام وليس للأمام.
فهل يدرك القائمون علي كرة القدم المصرية حجم الأزمة ويسعي أحدهم للتفكير والتخطيط بعيدا عن حسابات الجمعية العمومية والانتخابات والسعي وراء السيطرة وبسط النفوذ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف