الكورة والملاعب
سمير الجمل
راموس‭ ‬تحت‭ ‬الصفر‭!!‬
‭>> ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬برنامجه‭ ‬يسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يلهمه‭ ‬كيف‭ ‬يدبر‭ ‬المقالب‭ ‬فى‭ ‬الآخرين‭ ‬وأن‭ ‬يعكنن‭ ‬عليهم‭ ‬ما‭ ‬استطاع‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬سبيلا‭.. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬تسلية‭ ‬أو‭ ‬هزار‭ ‬ماسخ‭ ‬وتقريباً‭ ‬نفس‭ ‬الشيء‭ ‬فعله‭ ‬‮»‬راموس‮«‬‭ ‬لاعب‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭.. ‬الموضوع‭ ‬مجرد‭ ‬لعبة‭ ‬خشنة‭ ‬بين‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭.. ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬مترين‭ ‬مش‭ ‬أكثر‭.. ‬لكن‭ ‬سيادته‭ ‬رأى‭ ‬فاصل‭ ‬المصارعة‭ ‬فى‭ ‬ماتش‭ ‬كورة‭.. ‬وسمع‭ ‬آهات‭ ‬وتوجعات‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬وشاهد‭ ‬الملايين‭.. ‬تصب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬اللعنات‭ ‬ما‭ ‬استطاعت‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬المفترجة‭.‬
‭>> ‬والحكاية‭ ‬يا‭ ‬سيدى‭ ‬أن‭ ‬الست‭ ‬أوروبا‭ ‬وماما‭ ‬أمريكا‭ ‬مهما‭ ‬أظهرا‭ ‬من‭ ‬التحضر‭ ‬والرقى‭ ‬والتسامح‭.. ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬قلوبهم‭ ‬ضد‭ ‬أهل‭ ‬الشرق‭ ‬عموماً‭.. ‬والمسلمين‭ ‬منهم‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬نظرة‭ ‬عنصرية‭ ‬بغيضة‭.. ‬هى‭ ‬ميراث‭ ‬من‭ ‬أجيال‭ ‬قديمة‭.. ‬كانت‭ ‬هى‭ ‬المستعمر‭ ‬الطاغى‭ ‬الباغى‭ ‬صاحب‭ ‬الصوت‭ ‬الأعلى‭.. ‬وتغيرت‭ ‬الدنيا‭ ‬فهل‭ ‬يسمحون‭ ‬لعربى‭ ‬مسلم‭ ‬أن‭ ‬يخترق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحواجز‭ ‬ويتربع‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬الكرة‭ ‬العالمية‭ ‬ويغير‭ ‬من‭ ‬خريطتها‭ ‬لسنوات‭ ‬قادمة؟‭ ‬أنا‭ ‬شخصياً‭ ‬أشك‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬ابننا‭ ‬المصرى‭ ‬الدجاجة‭ ‬الذهبية‭ ‬التى‭ ‬تحقق‭ ‬لهم‭ ‬الأرباح‭ ‬والبطولات‭.‬
فهل‭ ‬تعرف‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬بلاد‭ ‬الحرية‭ ‬عندما‭ ‬أصبح‭ ‬الزنجى‭ ‬‮»‬كاسيوسى‭ ‬كلاى‮«‬‭ ‬هو‭ ‬بطلها‭ ‬الأولمبى‭ ‬الذى‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الميدالية‭ ‬الذهبية‭ ‬فى‭ ‬الأولمبياد‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬ركب‭ ‬الأمريكان‭ ‬ألف‭ ‬عفريت‭ ‬وعفريت‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬الملاكم‭ ‬الأسمر‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يشهر‭ ‬إسلامه‭.. ‬وحاربوه‭ ‬بكل‭ ‬السبل‭ ‬ووقفوا‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬احترافه‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭.. ‬وهددوا‭ ‬المتعهد‭ ‬الذى‭ ‬تعاقد‭ ‬معه‭.. ‬لكن‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬كلاى‭ ‬بعد‭ ‬إسلامه‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬شاطئ‭ ‬المحيط‭ ‬وخلع‭ ‬الميدالية‭ ‬الذهبية‭ ‬من‭ ‬رقبته‭ ‬وألقى‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬أسماك‭ ‬المحيط‭.. ‬بعدها‭ ‬طلبوه‭ ‬للتجنيد‭ ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬جحيم‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬فيتنام‭.. ‬ورفض‭ ‬مجدداً‭.. ‬واستطاع‭ ‬أن‭ ‬ينتصر‭ ‬على‭ ‬حلبة‭ ‬الملاكمة‭ ‬وتم‭ ‬تتويجه‭ ‬بطلاً‭ ‬للعالم‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬الجميع‭ ‬ووقفت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬كلها‭ ‬مع‭ ‬‮»‬كلاى‮«‬‭.. ‬واستقبلته‭ ‬استقبال‭ ‬الملوك‭ ‬والرؤساء‭ ‬وجاء‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬وذهب‭ ‬إلى‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭.. ‬وظلت‭ ‬أمريكا‭ ‬تحاربه‭ ‬سراً‭ ‬وعلانية‭ ‬والله‭ ‬ينصره‭ ‬ويرد‭ ‬كيدهم‭.‬
ومحمد‭ ‬صلاح‭ ‬كان‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬الحلم‭ ‬الذى‭ ‬راوده‭.. ‬وأخذنا‭ ‬معا‭ ‬إليه‭.. ‬والدقائق‭ ‬التى‭ ‬لعبها‭ ‬كانت‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬خطواته‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬هز‭ ‬شباك‭ ‬الريال‭.. ‬وجاءت‭ ‬الضربة‭ ‬الغبية‭ ‬لكى‭ ‬تطيح‭ ‬بالحلم‭ ‬وبطريقة‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬توصف‭ ‬به‭ ‬أنها‭ ‬همجية‭ ‬وغبية‭ ‬وعنصرية‭.. ‬ستقول‭ ‬لى‭: ‬يا‭ ‬سيدى‭ ‬لا‭ ‬تبالغ‭.. ‬لأن‭ ‬مدرب‭ ‬الريال‭ ‬أصله‭ ‬عربى‭ ‬جزائرى‭ ‬وكذلك‭ ‬‮»‬بن‭ ‬زيما‮«‬‭ ‬نجم‭ ‬الفريق،‭ ‬وردى‭ ‬عليك‭.. ‬إنهم‭ ‬يتعاملون‭ ‬معهم‭ ‬كأصحاب‭ ‬جنسية‭ ‬أوروبية‭ ‬خالصة‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬جذورهم‭.. ‬وأحسب‭ ‬عدد‭ ‬الأفارقة‭ ‬فى‭ ‬منتخب‭ ‬فرنسا‭ ‬بل‭ ‬وفى‭ ‬أنجلترا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬لتعرف‭ ‬أنهم‭ ‬قبلوا‭ ‬هؤلاء‭ ‬بعد‭ ‬طمس‭ ‬هويتهم‭ ‬الأصلية‭.‬
فهل‭ ‬يأتى‭ ‬الوقت‭ ‬ونجد‭ ‬من‭ ‬يلعب‭ ‬فى‭ ‬دماغ‭ ‬صلاح‭ ‬ويغريه‭ ‬بجواز‭ ‬سفر‭ ‬أوروبى‭ ‬حتى‭ ‬يسمحوا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬القمة‭ ‬التى‭ ‬يسعى‭ ‬إليها‭.. ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أشك‭ ‬فى‭ ‬وطنية‭ ‬صلاح‭ ‬ذرة‭ ‬واحدة‭.. ‬ولكنى‭ ‬لا‭ ‬أثق‭ ‬مثقال‭ ‬ذرة‭ ‬فى‭ ‬نوايا‭ ‬‮»‬الخوا‭…… ‬جات‮«‬‭!!‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف