الوفد
د. الشافعى محمد بشير
ردًا على السؤال
للدكتور حسام البدراوى مقال فى جريدة المصرى يوم الخميس قبل الماضى بعنوان: «مع من يتكلم الله سبحانه وتعالى؟»

وكان رد ربنا سبحانه وتعالى واضحًا فى الآية ٥١ من سورة الشورى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولًا فيوحى بإذنه ما يشاء انه على حكيم)، وكان أستاذنا الفاضل الدكتور زكريا البرى وزير الدولة للأوقاف- رحمه الله- قد أهدانا مجلد المنتخب فى تفسير القرآن الكريم وكتب فى الاهداء عبارة (نفعك الله بكتابه وتفسيره المنتخب) الذى وضعته لجنة القرآن والسنة بوزارة الأوقاف وقد نفعنا فعلًا فى تفسير الآية ٥١ من سورة الشورى فى صفحة ٧٢١ بقولها وما صح لأحد من البشر أن يكلمه الله إلا وحيًا بالإلقاء فى القلب إلهامًا أو منامًا.. الخ.

نعم إلهامًا أو منامًا كما حدث للإنسان المظلوم المضطهد من الدولة عندما اصدر رئيسها قرارًا جمهوريًا فى سبتمبر ١٩٨١ بفصله من الجامعة بسبب مقالاته التى لم يرض عنها ثم زادت السلطات على ذلك بمنعه من الخروج مع بعثة الحج للجامعة بعد أن دفع كل تكاليفها وكان ذلك المنع أكثر ألمًا من الفصل من العمل ولكنه لم يغب إحساسه كل يوم وكل لحظة بتحركات بعثة الحج فى الأراضى المقدسة حتى ذهبت للمدينة المنورة فكان بقلبه معها دموع تنهمر وهو نائم حتى لحقته رحمة الله سبحانه وتعالى بنقل روحه إلى مقام سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام فأخذ يهلل (أنا بداخل المقام والناس خارجه) وصحوت مع التهليل والتكبير واستبشرت خيرًا وإذا بعميد كلية الشريعة والقانون بالعاصمة اليمنية صنعاء يتصل بى ويقول (اذهب إلى المستشار الثقافى بسفارة اليمن وستجد دعوة من الجامعة للتدريس فيها فورًا).

وهكذا جاءنى تفسير الحلم سريعًا ولبيت النداء بالسفر طائرًا إلى صنعاء لمدة شهرين ذهبت بعدها للقنصلية السعودية للحصول على تأشيرة بأداء العمرة فى طريق عودتى للقاهرة وقد كانت من احب العمرات التى حبانى بها الله سبحانه وتعالى الذى أراد أن تستعيدنى الجامعة بعد اغتيال السادات.

وما أن وضعت قدمى بباب الجامعة حتى أتتنى دعوة للسفر إلى العاصمة السعودية للتدريس فى معهد عالٍ تابع لجامعة الدول العربية قبل شهرين من ذى الحجة عندما وصلت بعثة المنصورة للحج ودعتنى للحاق بها فى مكة وأصرت البعثة ألا ادفع شيئًا من تكاليف الحج فكانت الحجة الخامسة مجانيًا.. ويا صاحب الفضل العظيم.. كيف اقول شكرًا فقد تحقق لى والحمد لله تفسير الآية الكريمة رقم ٥١ بسورة الشورى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف