الوفد
المستشار . محمد حامد الجمل
أنوار الحقيقة .. أبعاد جريمة انتحار الزوجين
نشر فى جريدة الأهرام الصادرة يوم الأحد 27 مايو خبراً عن انتحار رجل وزوجته بإلقاء نفسيهما من الدور السابع، وقد مات الزوج ولم تتوف الزوجة رغم إصابتها بالعديد من الكسور. ويثير هذا الخبر العديد من الأسئلة عن الدافع لكل من الزوج والزوجة على الانتحار بهذه الطريقة القاسية، فقد تضمن الخبر أن الزوج مريض نفسياً، ويتلقى العلاج وأنه طالب بالجامعة ويمتلك محل بقالة ويقيم بصحبة زوجته الطالبة الجامعية بشقة بالدور السابع بمنطقة فيصل وهو مصاب باضطراب نفسى ويتلقى العلاج بسببها وكان يعانى من حالة نفسية سيئة خلال الأيام الأخيرة، وأكدت التحريات وشهود العيان من جيرانه أنه قبل أن ينفذ انتحاره كان يهذى بكلمات غير مفهومة وحاولت زوجته تهدئته دون جدوى ومنعه من الانتحار إلا أنه لقى مصرعه منتحرا فقررت الزوجة الانتحار حزناً عليه، فقفزت بدورها من نافذة الدور السابع لمسكنها إلا أنها نجت من الموت بعد إصابتها بكسور متفرقة فى أنحاء جسدها.

ويثير هذا الحادث العديد من الأسئلة، فالرجل وزوجته ينشغلان بتعليمهما الجامعى وحالتهما ميسورة ويجمع الحب والزواج بينهما فما هو الدافع إذن لهما وراء الانتحار؟ وإذا كان الدافع للزوج على الانتحار هو المرض النفسى والعقلى، فما الدافع الفعال للانتحار بالنسبة للزوجة بعد وفاة الزوج وبنفس الطريقة والأسلوب؟ وهل يمكن أن يكون دافع الزوجة هو الجنون المفاجئ بعد قتل الزوج نفسه أو أنه المرض النفسى الذى أصيبت به الزوجة مثل زوجها؟ وهل يمكن أن يكون الحادث ليس انتحاراً وإنما حادث قتل عمد مع سبق الإصرار للزوج ثم الزوجة؟

لم يثبت من التحرى والتحقيق المبدئى وجود دوافع جنائية لانتحار الزوجين وهو ما يدعو إلى استبعاد هذا الاحتمال. والسؤال هل انتحار الزوجة بعد زوجها يمثل فعلاً نادراً مبعثه الحب والحزن على الزوج المنتحر؟ وهناك أمل فى حالة عدم ثبوت الزوجة أنه يمكن بالتحقيق والتحرى معرفة دوافع الزوجة للانتحار ومن ثم احتمالات ذلك أن تكون حاملاً ولا ترغب فى أن يأتى المولود مصاباً بالمرض النفسى بالميراث مثل أبيه.

ومع غرابة وندرة هذا الافتراض فإنه جدى الاحتمال وإذا استبعد لندرته، فإنه يمكن أن يكون الدافع حالة فقدان فجائى للعقل نتيجة لصدمة انتحار الزوج بإلقاء نفسه من الدور السابع وهو احتمال نادر بدوره ولذلك فهل يمكن أن يكون الحب والحزن الشديدين على انتحار الزوج المريض نفسياً وعقلياً هو الدافع من الزوجة نفسها ومن شهود العيان من جيران الزوجين لو لم تمت هذه الزوجة؟ والمهم أن هذا الحاد يمثل دلالة خطيرة على قوة وفاعلية الحب والحزن على رفض الحياة واللذين أصابا الزوجة لانتحار الزوج.

وبالطبع فإنه شرعاً سوف يرث كل من أقارب الزوجين تركته طبقاً لأحكام الشرع والقانون والأمل أن يسفر التحقيق مع الزوجة التى لم تمت عن الدوافع الحقيقية التى ضغطت عليها للقيام بالانتحار بعد انتحار الزوج. ولا بد أن تهتم النيابة العامة بمعرفة الدوافع الحقيقية لانتحار الزوجين فى هذه الحالة الغريبة والمثيرة للاهتمام، مثل القصص الخيالية للحب والعشق رحم الله الزوج وغفر له ولزوجته انتحارهما والله رحمن رحيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف