الكورة والملاعب
جمال هليل
‭ ‬زمن‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‭ !!‬
‭ ** ‬أعرف‭ ‬أولا‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬سيغضب‭ ‬الكثيرين‭ ‬لأننا‭ ‬نكره‭ ‬الحب‭ ‬ونرفض‭ ‬التسامح‭ ‬ونعز‭ ‬النكد‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭!! ‬وأعرف‭ ‬ان‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‭ ‬حسن‭ ‬معروفان‭ ‬بالعصبية‭ ‬ويعيبهما‭ ‬الاندفاع‭ ‬أحيانا‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬ان‭ ‬العصبى‭ ‬سريع‭ ‬الاندفاع‭ ‬هو‭ ‬أطيب‭ ‬القلوب‭!!‬
لست‭ ‬هنا‭ ‬بمدافع‭ ‬عن‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‭ ‬لأنهما‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬خاصة‭ ‬انهما‭ ‬يجيدان‭ ‬الحديث‭ ‬بقدر‭ ‬سرعة‭ ‬الاندفاع‭.. ‬ولكن‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أقومهما‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬جديدة‭ ‬بعدما‭ ‬حققه‭ ‬المصرى‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬وبعد‭ ‬حالة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتهذيب‭ ‬الفنى‭ ‬التى‭ ‬ظهر‭ ‬بها‭ ‬الفريق‭.‬
لو‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬يدى‭ ‬جائزة‭ ‬لفريق‭ ‬لأعطيتها‭ ‬للمصرى‭. ‬ولكن‭ ‬لماذا؟‭! ‬التوءم‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‭ ‬تولى‭ ‬المسئولية‭ ‬فى‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬صعب‭.. ‬تماما‭ ‬مثلما‭ ‬تركا‭ ‬الفريق‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬أشد‭ ‬صعوبة‭.. ‬بعد‭ ‬كارثة‭ ‬استاد‭ ‬بورسعيد‭ ‬التى‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬شباب‭ ‬زى‭ ‬الورد‭ ‬لكن‭ ‬قدم‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‭ ‬لأبناء‭ ‬بورسعيد‭ ‬فريقا‭ ‬جيدا‭ ‬بكل‭ ‬معانى‭ ‬الكلمات‭.. ‬صفقات‭ ‬فريق‭ ‬بأقل‭ ‬الإمكانات‭ ‬وجدنا‭ ‬اسماء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭ ‬ولم‭ ‬تعرف‭ ‬الأضواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وفرضت‭ ‬نفسها‭ ‬بقوة‭ ‬وأصبحت‭ ‬أساسية‭.. ‬لاعبون‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭.. ‬أصبحوا‭ ‬نجوما‭.. ‬أخذوا‭ ‬بالفريق‭ ‬ورفعوه‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬القمة‭ ‬والمقدمة‭.. ‬وأنهوا‭ ‬الموسم‭ ‬فى‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬وتفوقوا‭ ‬على‭ ‬فرق‭ ‬أقدم‭ ‬وأغلى‭ ‬ماديا‭ ‬مثل‭ ‬الزمالك‭ ‬والاتحاد‭ ‬السكندرى‭ ‬والمقاصة‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬النجاح‭ ‬عدوى،‭ ‬فأصبحت‭ ‬أندية‭ ‬القناة‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬القمة‭ ‬مثل‭ ‬الاسماعيلى‭ ‬الذى‭ ‬أنهى‭ ‬الموسم‭ ‬فى‭ ‬المركز‭ ‬الثانى‭ ‬وهى‭ ‬المنافسة‭ ‬التى‭ ‬تعودنا‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭.. ‬ثم‭ ‬أخفقت‭ ‬وتركت‭ ‬الساحة‭ ‬للأهلى‭ ‬والزمالك‭ ‬وعادت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لنجد‭ ‬أندية‭ ‬شعبية‭ ‬ساحلية‭ ‬تنافس‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬البطولات‭ ‬القارية‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬
لكن‭ ‬المصرى‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬بآدائه‭ ‬الجيد‭.. ‬والعناصر‭ ‬الجيدة‭ ‬المؤكدة‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬حسام‭ ‬حسن‭ ‬بذل‭ ‬مجهودا‭ ‬كبيرا‭ ‬لصناعة‭ ‬الفريق‭ ‬الذى‭ ‬استعاد‭ ‬شعبيته‭ ‬القوية‭ ‬بدليل‭ ‬ان‭ ‬الجماهير‭ ‬التقت‭ ‬حول‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‭ ‬باعتبارهما‭ ‬تعويذة‭ ‬الفوز‭ ‬والحب‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬الجماهير‭ ‬معروف‭ ‬عنها‭ ‬سرعة‭ ‬الاندفاع‭ ‬والتطرف‭ ‬فى‭ ‬الحب‭ ‬للاعب‭ ‬أو‭ ‬المدرب‭ ‬حسب‭ ‬الآداء‭ ‬والنتائج‭.. ‬ولربما‭ ‬يكون‭ ‬حسام‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬مدرب‭ ‬تولى‭ ‬المسئولية‭ ‬لأطول‭ ‬فترة‭ ‬ممكنة‭ ‬وسط‭ ‬آداء‭ ‬ونتائج‭ ‬ترضى‭ ‬جماهيره‭ ‬رغم‭ ‬المعاناة‭ ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬عاشها‭ ‬المصرى‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.. ‬وعدم‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬لسنوات‭ ‬والتشتت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ملاعب‭ ‬الاسكندرية‭ ‬والمحافظات‭ ‬الأخرى‭ ‬وحرمان‭ ‬جماهيره‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬لاعبيهم‭.‬
بطل‭ ‬المقاييس‭ ‬يستحق‭ ‬المصرى‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬شهادة‭ ‬تقدير‭ ‬ليس‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬الذى‭ ‬يؤهله‭ ‬للعب‭ ‬فى‭ ‬افريقيا‭ ‬ولكن‭ ‬لكونه‭ ‬مستمرا‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬استكمال‭ ‬المشوار‭ ‬الافريقى‭ ‬ولكن‭ ‬لكونه‭ ‬مستمرا‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬استكمال‭ ‬المشوار‭ ‬الافريقى‭ ‬فى‭ ‬الكونفيدرالية‭ ‬بثقة‭ ‬واقتدار‭ ‬واصبح‭ ‬مرشحا‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬المربع‭ ‬الذهبى‭.‬
ما‭ ‬فعله‭ ‬حسام‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬يعانى‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المعاناة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬وتفاعله‭ ‬مع‭ ‬الجماهير‭ ‬فى‭ ‬بورسعيد‭.. ‬يؤكد‭ ‬انه‭ ‬مدرب‭ ‬جيد‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المعاناة‭ ‬التى‭ ‬استمرت‭ ‬سنوات‭ ‬ممن‭ ‬يظن‭ ‬المعاناة‭ ‬يولد‭ ‬الأبطال‭.. ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬هل‭ ‬سنشاهد‭ ‬حسام‭ ‬حسن‭ ‬مديرا‭ ‬فنيا‭ ‬لأحد‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬ما؟‭!‬
هل‭ ‬ستتوافق‭ ‬كيميا‭ ‬حسام‭ ‬مع‭ ‬نكهات‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬ادارة‭ ‬الجبلاية‭ ‬الذين‭ ‬اشم‭ ‬فيهم‭ ‬رائحة‭ ‬الكره‭ ‬والكراهية‭ ‬لحسام‭ ‬حسن؟‭! ‬وهل‭ ‬اصبحت‭ ‬كلمة‭ ‬الحق‭ ‬العالية‭ ‬أو‭ ‬الصوت‭ ‬المجلجل‭ ‬فى‭ ‬الحق‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬يقضى‭ ‬صاحبها‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية؟‭! ‬وبأى‭ ‬مقياس‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬مدربى‭ ‬المنتخبات؟‭!‬
أقول‭ ‬لكم‭ ‬بالكوسة‭ ‬والواسطة‭ ‬والمحسوبية‭!!‬
‭..‬عفوا‭ ‬انه‭ ‬زمن‭ ‬حسام‭ ‬وابراهيم‮«‬‭!!‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف