الأهرام
سامح عبد اللة
هل أمريكا جادة فى مواجهة إيران؟
رسميا الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووى مع إيران. ولكن الاتفاق لم يتم إلغاؤه (رسميا) لأن الأطراف الأوروبية ما زالت تتمسك به وكذلك إيران حتى الآن. ورسميا أيضا فإن الولايات المتحدة تستعد لفرض عقوبات اقتصادية على طهران ولكن الدول الأوروبية لديها قوانين تسمح للشركات الأوروبية بالاستمرار فى تعاونها الاقتصادى مع طهران دون أن تتعرض للعقوبات الأمريكية المتوقعة. الخلاصة هى أن الاتفاق تم إلغاؤ ولكن فى الوقت نفسه (لم) يتم إلغاؤه، وأن العقوبات الاقتصادية واردة ولكنها لن تكون ذات تأثير كبير على علاقات إيران الاقتصادية مع الدول الأوروبية.

هل الولايات المتحدة على خلاف حقيقى مع الدول الأوروبية فيما يتعلق بالاتفاق النووى مع إيران؟ أم أن هناك تنسيقا خفيا وتقسيما أدوار بين الأمريكان والأوروبيين؟ أعتقد أن تقسيم الأدوار أقرب للمنطق. الموقف كما يبدو الآن هو أن الولايات المتحدة تسعى لإرضاء أطراف إقليمية بإظهار قدر من التشدد فى مواجهة إيران ولكنها ليست جادة فى ذلك، وتسعى عبر خلق أجواء من التوتر لتحقيق مكاسب اقتصادية كثمن لسياستها المحسوبة بدقة تجاه طهران.

أمريكا كانت تملك أن تحد من التدخلات الإيرانية فى العراق لو شاءت، ولكنها لم تفعل ذلك يوم أن كانت قواتها موجودة بكثافة على الأراضى العراقية وقامت بتسليم مفاتيح القرار العراقى لإيران. والسبب وراء ذلك هو رغبة الولايات المتحدة فى إثارة التوتر بين السنة والشيعة فى منطقة الخليج لفرض نفوذها على المنطقة بأقل جهد ممكن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف