الأهرام
محمد حسين
عند مفترق الطرق .. أطيعوا الـ«سلاطين»!
رمضان كريم: إذا كانت مشاعرنا تجاه شهر الصوم والمغفرة, تفيض لهفة وشوقا ومحبة، فما هى يا ترى مشاعر «الشيخ رمضان» نحونا، أو بالأحرى نحو الأمة الإسلامية التى كانت خير أمة أخرجت للناس، فأصبحت أمة تدوسها «النعال»، وتوشك أن تخرج من الجغرافيا بعد أن خرجت من التاريخ.

سألت الشيخ رمضان: لماذا أراك حزينا؟ تحسس لحيته البيضاء الغزيرة، وقال فى صوت هادئ مهيب: الحزن وحده قليل جدا، فحالكم اليوم لا يكفيه كل مشاعر الغضب والحسرة والخذلان والأسف العميق.

سألت الشيخ رمضان: لماذا أصبحنا أمة «مضاعة» تركلها وتدوسها أقدام الغرباء والقتلة واللصوص؟ فنظر إلىًّ مشفقا، قبل أن تخرج الكلمات من فمه قوية وجلية فى معانيها ودلالاتها وإشاراتها، فقال متدفقا: الجواب ليس صعبا أو محيرا، إنه فى غاية السهولة والوضوح، فقد بدأ هوانكم وضياعكم يوم أن ارتضيتم واستسلمتم لضياع حريتكم، ويوم قبولكم أن تصبحوا «خداما» للحكام، تخشونهم أكثر مما تخشون الله. لم ينتظر الشيخ رمضان أن أستوضح منه فاسترسل قائلا: حين قال «عبد الملك بن مروان» للناس من قال لى بعد مقامى هذا اتق الله ضربت عنقه، وعندما قال القاضى المسلم: إن السلطان لا يخالف ويجب إطاعته، وحين قال «أبو جعفر المنصور»: أيها الناس إنما أنا سلطان الله فى أرضه.

منذ أن سادت تلك المفاهيم ـ يؤكد الشيخ رمضان ـ واستسلم الناس لها، بدأ الضياع يرسم معالمه على وجه الأمة، بعد أن تدهورت القيم وطغى الظلم واختفت الحرية، ولم يعد الحاكم خادما للشعب فأصبح ذئبا، والشعب أصبح صيدا.

> فى الختام..يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: «واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف