المساء
طارق مراد
هاتريك - كأس الزمالك وسموحة قمة مصرية
سخونة وإثارة مبكرة سادت أجواء نهائي كأس مصر قبل ان تنطلق أحداثه غدا بين الناديين الكبيرين الزمالك وسموحة في صراعهما الشريف علي الفوز بالكأس الغالية.. تلك الأجواء فرضتها قضية التحكيم بسبب إصرار اتحاد كرة القدم علي اسناد إدارة المباراة المرتقبة والمصيرية والحاسمة في تحديد البطل لطاقم حكام مصري.. وهو ما رفضه مجلس إدارة نادي سموحة برئاسة المهندس محمد فرج عامر إلي الحد الذي وصل فيه هذا الرفض إلي التفكير في الانسحاب من المباراة.. بينما أكد في المقابل المستشار مرضي منصور رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك ان القلعة البيضاء ليست طرفا في تلك الأزمة التي اشتعلت وفرضت نفسها علي الشارع الكروي إلي الحد الذي بدأ فيه مسئولو الجبلاية تفنيد وشرح اللائحة في حال تنفيذ سموحة لفكرة الانسحاب.. وكيف ان الزمالك سيتوج بطلا وعدم جواز السماح لفريق الأسيوطي بالمشاركة في النهائي بديلا لسموحة استنادا لخسارته في الدور قبل النهائي وذلك بعد ان أبدت إدارة الأسيوطي استعدادها للعب.
ولعلنا نتفق ان تلك الأزمة الإدارية زادت هذا النهائي المرتقب إثارة وسخونة أري انها سوف تنعكس علي أداء نجوم الفريقين داخل المستطيل الأخضر كونها باتت تمثل حافزا قويا ودافعا جديدا لنجوم كل من الزمالك وسموحة لإعلاء اسم نادييهما والتأكيد علي تقديرهم لما يبذله مجلس إدارة الناديين بقيادة مرتضي منصور ومحمد فرج عامر لتهيئة أفضل الظروف والمناخ المناسب وتوفير كل الامكانيات لهم لاخراج أفضل ما لديهم من جهد بدني وفني وذهني لنيل شرف التتويج أبطالا لكأس مصر.. كما ان هناك دوافع أخري لنجوم الفريقين تجعلهم يقاتلون في الملعب لتحقيق هذا الانجاز.
وإذا كان الزمالك قد استعاد بريقه في المرحلة الأخيرة من الموسم بتفوقه علي الأهلي في لقاء القمة.. ثم اكتساح الإسماعيلي في مباراة المربع الذهبي برباعية مزيكا كشفت عن الوجه المشرق والحقيقي للمارد الأبيض بعد ان نجح مديره الفني الكفء والخلوق والجديد خالد جلال في ان يعيد استكشاف لاعبيه واخراج أفضل ما لديهم من امكانيات فنية وبدنية ومعنوية وتوظيفهم بالشكل الأمثل وتحقيق الاستقرار الفني للفريق من خلال التشكيلة وطريقة اللعب.
هذا الواقع الجديد للمارد الأبيض جعله مؤهلا ومرشحا بقوة لاستعادة لقب الكأس لعدة أسباب أهمها انقاذ موسمه بالحصول علي بطولة رسمية بعد ضياع بطولتي الدوري المحلي وكأس أفريقيا للأندية الأبطال.. صحيح ان الزمالك فاز عن جدارة بالبطولة الخاصة أمام الأهلي وكان هذا هو الهدف الأول الذي كان يسعي إليه خالد جلال ومعه لاعبوه ومن خلفهم مجلس الإدارة.. ولكن غدا هو الهدف الأهم لانه يؤهل المارد الأبيض للبطولات الأفريقية وحتي يثبت نجومه بأنهم في الطريق الصحيح لاعادة زمالك الأحلام القادر علي حصد البطولات التي يشارك فيها.. واسعاد جماهيره ومصالحتهم بعد موسم كانت بداياته غير موفقة.. ولكن الأهم ان تكون النهايات سعيدة وهو ما نجح فيه المارد الأبيض ببراعة في الأسابيع الأخيرة والمثل الشعبي بيقول "الشاطر اللي يضحك في الآخر".
وفي الوقت نفسه سنجد ان سموحة كان يحلم بأن يكون أحد أضلاع المربع الذهبي هذا الموسم من أجل العودة للمشاركة في البطولات الأفريقية والتي باتت تشكل هدفا كبيرا وحافزا قويا لكل الفرق لما تحققه من مكاسب مادية ومعنوية وفنية وخبرات للاعبين والأندية.. ورغم الانطلاقة القوية لسموحة في بداية الموسم ولكن فجأة تراجعت نتائج الفريق وشابت عروضه حالة من عدم الاستقرار.. ولكن مع قدوم مدربه ميمي عبدالرازق المنقذ استعاد سموحة الكثير من توازنه وخطورته حتي نجح في الصعود لنهائي الكأس ليواجه المارد الأبيض في نهائي مكرر.
ومن الطبيعي ان يرتفع سقف طموحه ويحلم بالتتويج حتي لو كان المنافس زمالك الأحلام الباحث عن تحقيق رقم قياسي في الفوز بالكأس للمرة الخامسة خلال آخر ست سنوات في إنجاز سيكون تاريخيا وهو ما يجعلنا علي موعد مع نهائي يليق بكأس مصر في قمة سوف تحمل لنا كل ألوان الاثارة والمتعة والتشويق في فنون الساحرة المستديرة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف