المصرى اليوم
عبد المنعم عمارة
«زار» فى كرة القدم
يبدو أننا على شفا مُولد جديد (بضم الميم).. مولد سياسى لا كروى كمولد محمد صلاح، مولد إمكانية تحقق التحول الديمقراطى فى مصر، الحلم الذى كنا نحلم أن ثورة يناير 52 ستحققه خاصة أنه كان أحد المبادئ الستة للثورة، تصوروا لو كان هذا الحلم تحقق منذ أكثر من ستين عاماً، كيف كان سيكون حال مصر الآن.
بشاير المولد هى التفكير فى قانون يسمح باندماج المائة حزب فى عدد أقل، ثم محاولات تحالف دعم مصر للتحول للحزب ومحاولات الحملة الانتخابية الرئاسية للسيسى، بإنشاء حزب.

حضرات القراء..

يبدو أن لدينا لعنة فى قصة التحول الديمقراطى، كما كانت لعنة وصولنا لكأس العالم فى كرة القدم. وما دامت هذه المحاولات تدور حول الأحزاب، اسمح لى بأن أكتب رأيى فى حدوتة الأحزاب.

الأحزاب تدور حول الحزب الواحد نظام الحزبين وتعود الأحزاب.

أكتب عن نظام الحزبين، أنا مقتنع بهذا النظام بشكل كبير، ولو أن النظام الأمريكى الذى يطبق هذا النظام كثير من الأمريكيين ضده.

■ قال مايكل كوبلز نظام الحزبين سيدمر أمريكا. الحزبان فى سباق دائم نحو قتل بعضهما، والشعب الأمريكى محصور بينهما.

■ فى عام 2015 كانت نتائج استفتاء جالوب الشهير أن 60٪ من الشعب الأمريكى يريدون أحزابا جديدة.

ولهذا كانوا فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة يشجعون برنى ساندرز ضد هيلارى كلينتون عن الحزب الديمقراطى وترامب كانوا معه ضد كلينتون، الاثنان كانا يهاجمان الحزب الديمقراطى والجمهورى.

يرى كثير من السياسيين أن نظام الحزبين يساعد على الاستقرار وعلى سهولة الحصول على قرارات سريعة وحاسمة، والانتخابات أسهل لأن الناخبين يختارون بين شخصين فقط شخصا من كل حزب.

حضرات القراء..

وتتبقى الأسئلة:

هل فعلاً نحن على طريق جاد لإنشاء أحزاب جادة، وتختصر فى حزبين أو ثلاثة؟

هل يمكن القول إن الديمقراطية على الأبواب؟

هل سنرى مصر تعيش وتطبق المبدأ السادس لثورة يوليو، وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة؟

تسألنى.. ليس عندى ردود ولا إجابة.

■ ■ ■

هل عمرك سمعت عن أبوفراس، تسألنى من هو، هو شاعر عربى قديم مبدع.

الناس تعرفه شاعراً لكن لا تعرف مأثوراته أو حكمه.

أشهر حكمة له هى أن الإنسان حياته نصفان، نصف حلو ونصف مش حلو أو مأساوى.. ليست الحياة عنده حلوة طول الوقت ولا وحشة طول الوقت.

عزيزى القارئ..

أستطيع أن أضرب لحضرتك أمثلة كثيرة حدثت لرؤساء وحكام دول، رئيس رومانيا شاوشيسكو قتله الشعب بعد ثورة رومانيا، ملك اليونان سقط عن العرش بانقلاب عسكرى، نيكسون تخلى عن الرئاسة بسبب فضيحة انتخابات، ملك فرنسا وزوجته مارى أنطوانيت قتلا بعد قيام الثورة الفرنسية، قيصر روسيا القوى وأسرته قتلوا بعد الثورة الروسية البلشفية، هتلر انتحر بعد هزيمته من الحلفاء.

نفس الكلام حدث مع رجال الفن والأدباء والكتاب والفنانين: إسماعيل يس شهرة واسعة، أموال طائلة مرض ونهاية حزينة. عبدالفتاح القصرى شهرة- مال- شعبية ونهاية مأساوية، خيانة زوجته، وسيطرة المرض عليه، وخيانة أصدقائه.

أستطيع أن أضرب لك آلاف الأمثلة على صحة نظرية أو فلسفة عمنا أبوفراس.

حضرات القراء..

لكن ماذا عن كرة القدم.. أمثلة لا تعد، ولا تحصى للاعبين، نجوم كانوا متألقين، ثم انطفأ هذا التوهج بأمراض وقلة ذات اليد.

الأندية الكروية الكبرى كذلك سواء فى مصر أو الخارج.

خذ عندك تشيلسى حصل على الدورى الإنجليزى باكتساح، العام الذى بعده كان ترتيبه العاشر ومعرضا للهبوط، نادى ليستر سيتى صعد من الدرجة الثانية ليحصل على بطولة الدورى نفس العام والعام الذى يليه كان ترتيبه آخر الدورى.

خذ عندك فى مصر الزمالك بطولة دورى وكأس باكتساح ثم خروج من المنافسات بعد هذا الاكتساح.

عزيزى القارئ

والآن اسمح لى أسألك هل تعجبك أو تقتنع بحكمة أبوفراس، أم ستقول ده راجل هجاص ويقول كلام فى الطراوة وحكمته لا هى حكمة ولا يحزنون.

إذا كنت ترى ذلك من فضلك انظر حولك، هل ترى أن هناك بعض من حولك عاشوا حياتين عبارة عن نصفين، هل قراءاتك تقول إن الراجل أبوفراس ده جامد جداً وكلامه لا ينزل الأرض ولم ينزل.

على كل، أنصحك تعمل زار كده على صغير وتغنى فيه ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان.. واعزمنى من فضلك إلا إذا كنت مستبيع ولا يهمك شىء ساعتها يا سيدى ذنبك على جنبك.

مشاعر

مؤتمر العودة للجذور

أكتب المقال الآن والجو لا ربيع ولا يحزنون.. الجو عواصف، أمطار، أتربة، حرارة تفلق الحجر.

فينك يا سندريلا السينما المصرية سعاد حسنى وانتى تغنين للدنيا وللجو الجميل ثم تختمين قفل لى على كل المواضيع.

حضرات القراء

فى هذا الجو البشع لا أقفل على المواضيع بل أفتح مواضيع جميلة لها ذكريات عاطفية وإنسانية، احتفالات العودة للجذور التى حضرها الرئيس السيسى ورئيسا قبرص واليونان، أعادت لى ذكريات جميلة وأنا تلميذ صغير.

أنا ابن الإسماعيلية المدينة الجميلة، لم نكن نعيش فيها وحدنا نحن المصريين، كان معنا «الجريج» أى اليونانيين مشتقة من كلمة Greece أو Greek كنا نناديهم بهذا الاسم، كان معنا طلاينة أى إيطاليون وقبارصة وفرنسيون من شركة قناة السويس أثناء إدارة فرنسا لها، كان اليونانيون والقبارصة الأقرب لنا، زيارات لمنازلهم ولمنازلنا- أكل عندهم وأكل عندنا، كانوا قريبين من قلوبنا، كنا نزورهم فى ناديهم وبالعب معهم مباريات فى الكرة الطائرة، كنا نقضى الصيف معاً الولاد والبنات، كنا نركب مراكب الشراع مختلطين مصريين وجريج، كانت بحيرة التمساح ساعة العصارى كلها بيضاء من شراع المراكب وكثرتها فى البحيرة.

كنا نشترى منهم أحسن عيش فينو ونذهب لمحلاتهم للبقالة لنشترى أجود أنواع الجبن البيضاء والرومى القديمة والزيتون اليونانى.

وكنا بعد المباريات الكروية نتجمع على الشاطئ نغنى أغانينا السمسمية وأغانيهم اليونانية.

كنا نتنافس على حب البنات اليونانيات، كنا نرى كل واحدة منهن أفروديت ملكة الجمال فى أساطيرهم، وكانوا بحق الجمال كله.

احتفال الرئيس وضيوفه أهاج فىَّ هذه الذكريات الجميلة والأيام الأجمل، وكم كانت صدمتنا بعد قيام الثورة حيث هاجر كل هؤلاء الأصدقاء بعدها مباشرة، كانوا يبكون، أحبوا مصر كما أحببناها نحن، كان لهم ذكريات جميلة معنا ولنا ذكريات جميلة معهم، بل لازلت أذكرا كثير منهم بالاسم ولازلت أتذكر وجوههم.

حضرات القراء

شكراً للوزيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، على إحياء ما سمته العودة للجذور، وشكراً للرئيس السيسى الذى تحمس للفكرة ورعاها ودعا رؤساء جمهوريتى اليونان وقبرص لمصر وما أجمل كلماتهما عن مصر وعن حبهما لها.

مينى مشاعر

تجسس أمريكا على مواطنيها

■ نجم الكرة جيرارد كان القلب النابض لنادى ليفربول، عبدالله السعيد كان القلب النابض للنادى الأهلى، هل أصبح محمد صلاح هو القلب النابض لليفربول الآن؟

■ رنات المحمول كانت الموضة منذ سنوات هى أوان الصلاة، حديث للشيخ الشعراوى أو توشيحة للنقشبندى.

الآن تغير الذوق العام إلى أغانى هيفاء وهبى «شيل الواد حط الواد»، و«السح الدح أمبو»، «أحبك يا صاحبى»، و«آه لو لعبت يا زهر».

■ معدل تجسس أمريكا على مواطنيها زاد ثلاث مرات، معدل التجسس وصل إلى 534 مليون مكالمة هاتفية ورسالة نصية، بزيادة 3 أمثال ما تم جمعه فى 2016.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف