الأخبار
محمد لطفى
اللاءات الثلاث خالد محيي الدين وموسي صبري.. وأنا!
لا أري :
تقابلت مع المناضل الكبير خالد محيي الدين وجهاً لوجه من خلف القضبان حيث كان متهماً بانضمامه إلي تنظيم شيوعي يسعي إلي قلب نظام الحكم، وكان معه في القضية نبيل الهلالي المحامي المعروف وزهدي رسام الكاريكاتير الشهير، وزكي مراد المحامي وآخرون.
كان ذلك في شتاء ١٩٧٧، وقتها كلفني الأستاذ والمعلم الراحل موسي صبري رئيس تحرير الأخبار بإجراء مقابلة مع خالد محيي الدين يفسر لنا ما نسب إليه من اتهامات خطيرة في هذه القضية وقد كان.
تحدثت معه قبل بدء الجلسة التي عقدت في محكمة استئناف القاهرة بباب الخلق ونقلت له حرص الاستاذ موسي علي نشر رأيه ودفاعه عن الاتهام الذي تضمنته صحيفة الاتهام من قبل نيابة أمن الدولة وهي التحريض علي قلب نظام الحكم.
قال الاستاذ خالد.. انت متأكد أن موسي صبري حريص علي سماع الرأي الآخر في قضية أمن دولة متهم فيها خالد محيي الدين بقلب نظام الحكم.
وهل سينشر ما أقوله أم يكتفي بما يحب؟ قلت: هذا ما كلفت به، فانطلق الرجل في الكلام لمدة عشر دقائق ونفي التهم جملة وتفصيلا ووصف القضية بـ»التلفيق»‬!!
وللأمانة والتاريخ لقد أوفي الاستاذ موسي بما وعد ونشر كلام الاستاذ خالد محيي الدين كاملاً بلا تدخلات وحرص علي نشر الكلمات والعبارات والجمل كما نطقها خالد محيي الدين من قفص الاتهام.
وفي الجلسة الثانية.. استقبلني الأستاذ خالد بابتسامة عريضة وقال: بلغ تحياتي لموسي وقل له شكراً.. سردت هذه الواقعة لاوضح للقارئ العزيز أن الراحل الكبير خالد محيي الدين كان محل تقدير واحترام من معارضيه قبل مؤيديه، ولم يختلف اعداؤه قبل احبائه علي وطنيته واخلاقه وثقافته وشجاعته فقد انضم إلي تنظيم الضباط الأحرار بلا خوف وكان عضوا فاعلاً في مجلس قيادة الثورة حتي اختلف مع ناصر بسبب الاطاحة بالرئيس محمد نجيب عام ٥٤ وتولي ناصر الحكم فاستقال بهدوء وسافر إلي منفاه وعاد إلي مصر بعد وفاة عبدالناصر.
رحم الله خالد محيي الدين وستظل سيرته خالدة ورحم الله استاذنا ومعلمنا موسي صبري.
>>>
لا أسمع :
كان وراء هذا الرجل العظيم السيدة الفاضلة زوجته سميرة سليم، لم نعلم كثيراً عن حياته الخاصة وايامه الأخيرة الا من الحوار القيم والممتع الذي أجراه الاستاذ ماهر مقلد بالزميلة الأهرام قالت في الحوار:
> اعتذر عن عدم نشر صورتي ويكفي صورة خالد حتي يراه الناس وتبقي صورته في ذهن الجميع الرجل القوي الذي يحترم الجميع.
> كان الحاج خالد يستمع إلي القرآن بصوت د. أحمد نعينع ويصلي الصلوات خلف الممرض وهو راقد علي سرير المرض، ويستمع في المساء إلي صوت أم كلثوم.
> هو كتاب مفتوح وكان كريما ومايملكه ليس ملكه وانما لغيره.
> أكثر من نصف ساعات اليوم اجلس إلي جواره وهو نائم وامسك يديه إيمانا مني بأنه يحس بكل مشاعري نحوه بقلبه.
صحيح وراء كل عظيم امرأة.
>>>
لا أتكلم :
عن حياته السياسية فهي تحتاج إلي مجلدات.. ولكنني سأذكر له موقفا من مواقف الرجال فبالرغم من خلافه مع السادات إلا أنه أشاد بالرئيس الراحل في كتابه »‬الآن اتكلم» حيث قال »‬ان السادات كان علي علاقة بيوسف رشاد رجل الملك المخلص، ومع هذا لم يفش سرنا له كضباط الثورة ولو فعل لكان مصيرنا كلنا الإعدام، فقد كان السادات يعرف كل اعضاء لجنة القيادة ولو أبلغ لكان وجه مصر تغير تماما، لكنه لم يفعل.. ذه الشهادة للتاريخ تجعلنا نفخر برجال مصر المخلصين رحم الله الجميع وعاشت مصر حرة مستقلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف