الأهرام
عماد حجاب
القوة الهادئة ودورها فى خدمة قضايا الشعوب
أعجبتنى بشدة كلمة الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس خلال احتفالية أسبوع إحياء الجذور بالإسكندرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس القبرصي, وتجلت بوضوح ثقافة الرئيس اليونانى الواسعة وقراءته الكبيرة وتذكره أسماء الكتب ومؤلفيها وشرحه لما تتضمنها، واهتمامه بالتاريخ وتحدثه بجدية عن القوة الهادئة ودورها فى خدمة القضايا الوطنية فى الدول التى لاتمتلك القوة العسكرية والاقتصاديات الضخمة، ومنها الدول الثلاث مصر واليونان وقبرص. وفسر هذه العبارة الرصينة بأنها تكون للدول التى تستند للحضارة والتاريخ والثقافة والفكر والإبداع والعلم والسياسة والحكمة وتستخدمها فى إدارة قضاياها وتسهم هذه المقومات فى التعاون مع الدول الاخرى فى مجالات تتوافق مع القيم الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية، وهو مايخلق لديها القدرة على جعل العالم فى صورة أفضل، وهذه الرؤية فى القوة الهادئة تتوافر بين الدول الثلاث التى تمتلك إرثا ثقافيا وحضاريا وإنسانيا يوجد روابط مشتركة وتأخ بينها، ما يعنى ببساطة أن هذه الدول تمتلك قدرات هائلة تجعلها قادرة على إدارة قضايا دولية وإقليمية، وليس فقط البحث واللهث وراء الدول الكبرى والعظمى للحصول على الدعم المعنوى والمالى والسياسى منها، فعناصر القوة البديلة توجد داخل كل دولة. ولا أنسى كلمات للدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام السابق للأمم المتحدة خلال حواراتى معه أنه يجب على مصر أن تتجه للتعاون مع الهند والصين واليابان وماليزيا والبرازيل والدول الإفريقية ودول البحر المتوسط فالقوة والإمكانات التى تمتلكها هذه الدول كبيرة وتوجد فرصا للتعاون معها ،وعلى مصر عدم التركيز فى علاقاتها على أمريكا وأوروبا، فبعض هذه الدول مهيأة لأن تصبح قوى عظمى فى المستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف