المصرى اليوم
علاء الغطريفى
محمد صلاح «مش تكافل وكرامة»..!
آفتنا فى مصر أننا مصممون أن نعطى أدوارا للناس غير أدوارهم، فلم يختلف الأمر من السياسة إلى الاقتصاد حتى الرياضة نفسها، ندور فى نفس الفلك ونتتهى دوما إلى التعثر ومن ثم الخيبة، بعدما توهج محمد صلاح وأعطانا أملا بأننا نستطيع النجاح، لم نتركه يفعلها دون أن نمنحه دورا ليس دوره، فقد حولناه عبر الواقع والواقع الافتراضى أيضا إلى مشروع تكافل وكرامة متحرك، واعتبر الكثيرون عائلته مجلس إدارة هذا المشروع..!

مواطنون يأتون يوميا من جميع أنحاء الغربية والمحافظات المجاورة ويفترشون الأرض أمام مدخل منزله منذ الصباح الباكر طلبا للمعونة، وعندما تكثر الأعداد يستخدمون سلالم منازل جيرانه فى الانتظار، كما تروى زميلتى نانيس البيلى فى موقعنا «مصراوى».

بجانب بوستات الاستنجاد به على صفحات الفيس بوك و مواقع التواصل الاجتماعى، ولايجب هنا أن نقيم ردود فعل صلاح، أو نحاسبه أنه دفع لهذا العمل الخيرى ولم يدفع لذاك، ولايجب أن نشغل بالنا بكم يتقاضى فى الأسبوع أو الشهر أو السنة، ونقحم أنفسنا لماذا لايخرج نسبة 1 أو 5 أو 10 % منها ؟ وغيرها من أسئلة الحشريين التى لاتنتهى..!

لسان حال الناس، على صلاح وعائلته أن يفتحوا أبواب منازلهم للجميع بدون قيد أو شرط وعليهم أن يستقبلوا تلك الطلبات التى لاتنقطع بابتسامة عريضة، وليشكروا الله على أنهم صاروا قبلة الباحثين عن مساعدة أو علاج او راتب، ولاينبغى لهم الشكوى أو الضجر أو الرغبة فى أن يعيشوا حياة طبيعية بعيدا عن ذلك الإلحاح الأبدى بطلب العون.

البعض يلخص صلاح فى العملة التى يتلقى بها راتبه ومستحقاته فى ليفربول، فالاسترلينى يتجاوز 24 جنيها مصريا، ومن ثم فصلاح ليس مليونيرا فحسب من وجهة نظر هؤلاء بل ملياردير فى ظل مبالغة تنخلع على الكثير من المصريين، ومعها افتراض بأنه لابد أن يساعد الفقراء والمحتاجين والمعوزين والمرأة المعيلة ويشارك فى مبادرات الجاموسة العشر وتسمين العجول وبطاطين الشتاء..!

ويمتد الأمر إلى التساؤل : كم أنفق صلاح على الخير فى بلده ولمصر ولمواطنيه ؟ مع إلغاء تام لإرادته ورغبته فى فعل الخير سرا حتى وان اضطر للاعلان عن بعضها كدعوةعامة للبذل والعطاء.

صلاح ليس دولة موازية أو مؤسسة مجتمع مدنى أو جمعية أهلية، صلاح مصرى نجح فى الخارج واصبح مصدر فخرنا، فلايمكن أن نحصره فى هذا الدور ونترك أدواره الأخرى ، وفعله الخير من عدمه شىء يعود إليه، فهناك الكثير من الأغنياء فى مصر وصلاح أقل كثيرا من مليارديرات لاتسلط عليهم الأضواء مثله، ولايض��هم الجمهور فى دوائر اهتمامهم. صلاح لاعب كرة وكفى ، ارحمونا من المبالغات وارحموا عائلته حتى لاتهاجر من نجريج، وفى ظنى أن قرار مغادرتها محافظةالغربية صار قريبا..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف