التحرير
سلوى الحمامصى
استنساخ محمد صلاح
منذ بضع سنوات عدت من سفرى إلى مصر بعد غيبة طويلة ولاحظت أن هناك حملة لحماية الشباب من المخدرات فى وسائل الإعلام المختلفة وكان دائما يظهر فيها لاعب لكرة القدم لا أعرفه، وكنت لا أتابع أمور كرة القدم عادة إلا نادرا، كانت صوره تملأ الشوارع وبدا لى بعد ذلك أنه محمد صلاح.
اليوم لا يوجد أحد فى مصر ولا فى العالم لا يعرف محمد صلاح، وليس هذا فحسب بل إن سيرته لا تكاد تذكر أمام أحد إلا دعا له من القلب بأن يحفظه الله ويحميه.
الحقيقة، كما يقول كثيرون، أنه أصبح قدوة للكبار والصغار، قدوة بحسن خلقه فى التعامل مع زملائه وجماهيره فى مصر وخارجها، فمثلا قرأنا أن هناك طفلا إنجليزيا من ذوى الاحتياجات الخاصة كان معجبًا به ورسم له صورة جميلة على الورق فتأثرت أمه بها ووضعتها على فيسبوك ووصل الأمر إلى صلاح فطلب من ناديه أن يدعو تلك الأم وطفلها لحضور إحدى مبارياته والتقى به قبل المباراة والتقط صورا معه.
يحبه المصريون ليس فقط لمهاراته فى اللعب ولأنه يساعد فريقه فى الفوز دائما، وإنما أيضا لرحلة كفاحه التى بدأت من قريته الصغيرة إلى نادى مقاولين طنطا إلى الفريق السويسرى إلى الإنجليزى، وأيضا لإيمانه الواضح بالله، فهو يقرأ الفاتحة قبل المباراة ويسجد شكرًا لله بعد إحراز الهدف، وأيضا لبره بأمه التى أهداها زيارة إلى بيت الله الحرام، ودعاها لحضور بعض مبارياته فى إنجلترا، فهو مثال جميل للشاب المصرى المسلم الناجح البار بأهله، حسن الخلق مع الجميع.
السؤال الآن: هل هناك كثيرون مثل محمد صلاح فى مصر؟ ولا أقصد فى مجال كرة القدم فحسب وإنما فى باقى المجالات، هل لدينا شباب متفوق مثله يرفع رأس المصريين عاليا؟ الإجابة أن هناك كثيرين من الناجحين من الطلاب فى مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا حصلوا على منح كاملة للدراسة بجامعات فى أمريكا. لدينا محمد إيهاب أول لاعب عربى إفريقى يحصل على 3 ميداليات ذهبية فى بطولة العالم لرفع الأثقال فى أمريكا، وكذلك سارة سمير حصلت على ميدالية ذهبية فى نفس البطولة.
وقد حصد مصريون مخترعون 13 ميدالية ذهبية وبرونزية فى معرض جنيف الدولى للابتكار العلمى وهو أكبر حدث يلتقى فيه المبتكرون من جميع أنحاء العالم، فمثلا اخترع عبد الرحمن عمران كرسيا ذكيا، واخترع زكى عبد اللطيف جهازا لتوقع الحفر مسبقا، وابتكر محمد عوض جهازا للمحمول يعمل بالطاقة الشمسية، وابتكر طه عبد الهادى سريرا طبيا يمنع تكون قرح الفراش للمرضى غير القادرين على الحركة.

كل هؤلاء وأكثر مصريون متفوقون رفعوا رأس مصر عاليا بجهودهم وابتكاراتهم التى كانت موضع تقدير واهتمام من أكاديمية البحث العلمى فى مصر، و الرئيس عبد الفتاح السيسى.
كل ما نود قوله أن مصر لديها محمد صلاح وكثيرون مثله فى مجالات مختلفة، ولكن الإعلام ربما لا يركز على هؤلاء بقدر ما يركز على كرة القدم وإنجازات لاعبيها، حتى لو قلنا إنه توجه عالمى، فلا ينبغى أن نغفل كل هؤلاء المتفوقين وينتهى الأمر بمجرد خبر فى جريدة عنهم أو تكريمهم فقط، نريد الاستفادة من هذه المخترعات والابتكارات والبحوث العلمية الناجحة، من سيتبنى تنفيذ هذه الإنجازات العلمية لتدخل إلى عالمنا الواقعى ويفيد منها المواطن العادى، أين وسائل الإعلام من متابعة كل هذا وإلقاء الضوء على كل "محمد صلاح" لدينا؟.. نريد استمرار الرعاية العلمية والتعليمية لكل شاب يبدو عليه أمارات التفوق فى مجال ما، نقف وراءه وندعمه بكل الإمكانيات حتى يبزغ نجمه، حفظ الله أبناء مصر جميعا.. وأكثر ممن هم مثل محمد صلاح.



تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف