الأهرام
مرسى عطا الله
سيناريو مرعب!
هذه الأحاديث المتواترة عن رغبة أمريكية فى سرعة الانسحاب العسكرى من سوريا كان يمكن الترحيب بها باعتبارها بداية مشجعة لإنهاء وجود كافة القوات الأجنبية التى استباحت التراب السورى دون أى مشروعية ودون موافقة الدولة السورية.. ولكن هذه الأحاديث صاحبها تسريبات وتلميحات عن الرغبة فى إحلال قوات عربية محل القوات الأمريكية بعد انسحابها وهو ما يثير الكثير من علامات الاستغراب.

إن مثل هذه الأحاديث والتسريبات والتلميحات جعلت الآفاق مليئة بعشرات الأسئلة ومئات التساؤلات التى تحمل فى طياتها إشارات مقلقة ومزعجة ومخيفة توحى بما لا يدع مجالا لأى شك بأن موسم العواصف العاتية تحت رايات الحرب الباردة لم ينته بعد فى الشرق الأوسط.

ولنا أن نتخيل المشهد ونرسم سيناريو لانسحاب أمريكى تحل محله قوات عربية، بينما الساحة السورية يتواجد عليها روس وإيرانيون ومقاتلو حزب الله اللبنانى بموافقة الدولة السورية فى الوقت الذى تواصل فيه القوات المسلحة التركية غزوها وتوسيع وجودها فى شمال سوريا بالتنسيق مع العديد من الفصائل الإرهابية.

نحن إذن إزاء سيناريو مرعب حيث نيران الحرب الدائرة فوق الأرض السورية منذ 7 سنوات لم تنطفيء حتى الآن وليس مستبعدا أن تنبعث منها ألسنة لهب إضافية تنتشر حسب سرعة الرياح والعواصف السياسية المحيطة بالمنطقة.

نحن إزاء موقف بالغ الصعوبة وبالغ التعقيد وبصرف النظر عن الهوامش والتفاصيل والمحتمل وغير المحتمل فإن الحقيقة الوحيدة المؤكدة هى أن استمرار اشتعال النيران سوف يظل واردا وبكل قوة إلى أن تستعيد سوريا أرضها وتستعيد كامل إرادتها.. وهو حلم قد يبدو صعب المنال فى المنظور القريب لكنه ليس بالحلم المستحيل فى إطار الفهم الصحيح للجغرافيا والتاريخ!

خير الكلام:

<< الحكيم يتريث فى الأزمات والأحمق يفقد صوابه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف