الأهرام
فهمى السيد
دلالة الارقام ..في القران( 2)
الارقام هي اللغة الرسمية للبشر جميعا مع اختلاف أديانهم وهي لغة التعامل بينهم ولولا حكمة الخالق الحكيم من خلق الاعداد وتضمنها كتابه الكريم المعجز والخاتم لسادت الفوضي والغموض حياة البشر،لكن شاءت إرادته تعالي أن يعلم خلقه أهمية ودلالة الارقام في حياتهم الدنيا، فجاءت الارقام في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يعتريه الشك فخلق الله السماوات والارض في ستة أيام، وعدد السماوات سبعة وكذلك الارض ،وكل له حكمته ولغة الارقام في القران لها دلالات ومعان شتي.
وتناولنا في مقالنا السابق دلالة الارقام في القران اهمية الرقم كقيمة حسابية في حياتنا وبرهنا علي ذلك بما تضمنه القران من ذكر جميع الارقام فردية وزوجية واحادية ،واليوم نستعرض ما جاء منه مركبا ودلالة ذلك في ايات الكتاب العزيز حيث وردت الأعداد المركبة في القرآن علي لسان يوسف عليه السلام: {إني رأيت أحد عشر كوكبا}. وقوله سبحانه: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا}. وقوله عز وجل في ذكر عدد خزنة جهنم: {عليها تسعة عشر}.

أما ألفاظ العقود فوردت جميعها في القرآن، فالرقم (عشرة) ورد مفرداً ومركباً، ومذكراً ومؤنثاً: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} والرقم (عشرون) ورد في قوله تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين}. ولم يرد هذا الرقم إلا في حالة الرفع.و(ثلاثون): {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} ، وورد هذا الرقم في حالة النصب في قوله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة}.

والرقم (أربعون): {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة} ، ولم يرد هذا الرقم إلا في حالة النصب.و (خمسون) ورد في قوله سبحانه: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما} ، وقوله سبحانه: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} . ولم يرد هذا الرقم في غير هذين الموضعين ومعه الرقم (سبعون) ورد في قوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} ، وقوله سبحانه: {ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} .

وأما (ستون) وثمانون وتسعون فوردت في موضع واحد فقط، وذلك في بيان كفارة الظهار في قوله سبحانه: {فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا} ، وذلك في بيان حد القذف في قوله تعالى: {فاجلدوهم ثمانين جلدة)) قوله تعالى: {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} .

ومن أعداد (المئات) ورد الرقم (مئة) في مواضع من القرآن، منها قوله تعالى: {فأماته الله مائة عام ثم بعثه} ، ومنهاقوله سبحانه: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة} .

ومن مضاعفات الرقم (مئة) ورد الرقم (مئتان)، وذلك في قوله سبحانه: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} ، وقوله أيضاً: {فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين}، والرقم (ثلاث مئة) ورد في قصة أصحاب الكهف، في قوله تعالى: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا} ،والرقم (ألف) ورد في مواضع من القرآن، منها قوله سبحانه: {ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} .

ومن مضاعفات الرقم (ألف) ورد الرقم (ألفان)، في قوله سبحانه: {وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله}، ومن مضاعفاته أيضاً الرقم (ثلاثة آلاف)، ورد قوله تعالى: {إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} . ومن مضاعفاته أيضاً الرقم (خمسة آلاف)، ورد في قوله سبحانه: {هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} .

ومن مضاعفات الرقم (ألف) أيضاً، ورد الرقم (مئة ألف)، في قوله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} .وورد جمع الرقم (ألف) في قوله سبحانه: {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت} .

أما ما جاء من أسماء الأعداد في القرآن -وهو ما كان على صيغة مَفْعَل وفُعَال- فقد جاء من الأرقام واحد إلى أربعة فقط، وذلك في قوله تعالى: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى}، وقوله سبحانه: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} ، وقوله عز وجل: {جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} .

وفي حقيقة الامر معجزة الأرقام في القرآن الكريم موضوع مذهل حقاً وقد بدأ بعض العلماء المسلمين بدراستها عن طريق أحدث الآلات الإحصائية والحواسيب الكترونية ما أمكن دراسة وإنجاز هذا الإعجاز الرياضي الحسابي المذهل .

فهذا الإعجاز مؤسس على أرقام والأرقام تتكلم عن نفسها فلا مجال هنا للمناقشة ولا مجال لرفضها وهي تثبت إثباتاً لا ريب فيه أن القرآن الكريم هو {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف