الأخبار
نبيل زكى
فضيحة تمثيلية الكيميائي
كلمة السر

انكشفت تمثيلية الأسلحة الكيميائية السورية، وبدأت تظهر الدلائل علي أن القصة برمتها مجرد »فبركة»‬.
كلنا نتذكر شريط الفيديو الذي عرضته المنظمات الإرهابية واعتبرته دول العدوان الثلاثي »‬الدليل» الرئيسي علي وقوع هجوم كيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية يوم ٧ ابريل الجاري واستخدمته كمبرر للعدوان، وهو الشريط الذي صورته جماعة »‬الخوذات البيضاء» التي تمولها بريطانيا والولايات المتحدة وتنظيم القاعدة. وكلنا نتذكر الطفل الذي شاهدناه في الشريط المذكور وسط جو من الفوضي وصراخ أطفال آخرين خائفين، وهو تحت المياه المنهمرة من خرطوم لإزالة آثار الهجوم الكيميائي المزعوم.
لقد تم العثور علي هذا الطفل، ويدعي حسن دياب »‬١١ سنة»، وظهر أمام عدسة التليفزيون الروسي مؤكدا أنه هو نفسه الذي ظهر في الشريط المشار إليه تحت خرطوم المياه. وقال : »‬صرخ أحدهم وطلب منا ضرورة التوجه إلي المستشفي. وعندما وصلت إلي هناك.. أمسكني بعض الأشخاص وشرعوا يصبون المياه فوق رأسي»!
وقال والد الطفل إنه، مثله مثل بقية سكان دوما، لم يسمع شيئا عن هجوم كيميائي في ذلك اليوم وأضاف: »‬ذهبت الي المستشفي وسألت عما حدث، فقالوا لي إن هناك أشخاصاً في الخارج يصرخون حول وجود رائحة ما في الجو، ويحثون الناس علي التوجه الي المستشفي. وهناك تم توزيع البلح والكعك عليهم وعلي الأطفال!».
وقد نجحت شبكة USNN الأمريكية اليمينية الموالية للرئيس دونالد ترامب في إدخال طاقم تليفزيوني الي دوما. وقال مراسلها انه عقب اجرائه مقابلات مع حوالي ٤٠ من سكان المدينة.. لم يذكر شخص واحد بينهم انه شاهد أي شيء أو سمع أي شيء حول هجوم كيميائي في ذلك اليوم، رغم انهم جميعا يعيشون في قلب المكان الذي قيل ان الهجوم الكيميائي المزعوم وقع فيه. وتحدث الطاقم التليفزيوني الأمريكي مع أفراد الهيئة الطبية في المستشفي الوحيد هناك الذين قالوا ان اليوم المعلوم كان عاديا إلي ان ظهرت فجأة مجموعة من الغرباء اقتحموا العيادة الطبية وهي تصرخ بأن هناك هجوماً كيميائياً، وأحضروا ضحايا مزعومين وأخذوا يغرقونهم بالمياه من الخراطيم، ثم رحلوا. وقال الأطباء إنهم لم يرصدوا أي مؤشر يدل علي وقوع هجوم كيميائي، وإن الأشخاص الذين تم استحضارهم كانوا طبيعيين تماما، ولم يكن هناك أي أثر لمادة الكلور أو السارين. وقال كبير الجراحين في المستشفي انه لم تحدث أية وفيات في اليوم المذكور، وسبق للصحفي البريطاني في صحيفة »‬اند بندانت» ديڤيد هيرست، الذي توجه إلي دوما أنه سمع من كبير الأطباء في المستشفي ان جماعة »‬الخوذات البيضاء» اقتحمت المستشفي وهي تصرخ: »‬غاز»! وأثارت الرعب غير انه لم يجد أي حالة لشخص تعرض لغاز سام.
ورغم ذلك كله، تسرب تقرير للمخابرات الحربية الأمريكية الي وسائل الاعلام في واشنطن يعلن ان العدوان الذي وقع علي سوريا يوم ١٤ ابريل فشل في تدمير ما يسمي بـ»‬قدرات الأسلحة الكيميائية لدي الحكومة السورية»! ممايعني ان هذا العدوان لم يكن له سوي أثر محدود علي قدرة سوريا علي مواصلة الهجمات بالأسلحة الكيميائية!! وليس لهذه الفبركة الجديدة سوي معني واحد: أن علينا أن نتوقع اعتداءات أمريكية أخري علي سوريا.. ربما تكون أوسع نطاقا وأبعد أثراً.. لحماية ما تبقي من فلول الارهابيين وإسقاط الدولة السورية. فهل سيكون لهذه الخطط نصيب من النجاح أم سيلاحقها الفشل مرة أخري؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف