المصريون
فراج اسماعيل
المنتخب ليس رهين الناديين
الجهاز الفني للمنتخب الوطني لا يرى في مصر إلا ناديين فقط هما الأهلي والزمالك.
هذه نظرية قديمة تعاقبت عليها الأجيال فيما عدا فترات قليلة امتدت العين الخبيرة خلالها لأندية أخرى بعضها صغير وبعيد عن القاهرة كما حدث في عهد الجنرال محمود الجوهري عندما اختار هشام عبدالرسول من فريق المنيا فكان أبرز نجوم المنتخب الذين حققوا الصعود لكأس العالم 1990 ثم حرمته الإصابة من المشاركة في نهائيات إيطاليا.
العالمي محمد صلاح بجلالة قدره، لم يكن ليصبح لاعبا في المنتخب لو ظل في المقاولون العرب أو في أي ناد آخر غير الأهلي والزمالك، وعنذئذ كنا سنتأهل للمشمش بدل نهائيات روسيا.
لا شك أن في المقاصة والاتحاد والمصري والإسماعيلي وغيرهم لاعبين أفضل من هؤلاء الذين يعلبون في مراكزهم نفسها بالاهلي والزمالك. حظهم أنهم في أندية ضعيفة مغلوبة على أمرها، لا يؤثر غضبها ولا صراخها متى تم تجاهل لاعبيها.
محمد عواد مثلا هو أفضل حارس في الدوري العام لهذا الموسم، ورغم ما يؤديه فقد يجري استبعاده، لدرجة أن الصحف نشرت صباح الثلاثاء بأن الأهلي تلقى توصية من المنتخب للدفع بحارسه المخضرم شريف إكرامي أمام وادي دجلة.
المعنى واضح، أن هذا الحارس الذي لا يلعب أساسيا ولم نره منذ أسابيع كثيرة قد يتم ضمه بدلا من أحمد الشناوي حارس مرمى الزمالك الذي أصيب إصابة بالغة مؤخرا. وإذا حدث ذلك سيكون عواد خارج المنتخب، وعليه البحث عن فرصة في أي من الناديين الكبيرين حتى يحصل على تصريح المرور.
الصحف نشرت أيضا تصريحا لأسامة نبيه مدرب المنتخب الوطني بأن الثنائي عمرو السولية ومحمود عبدالعزيز من أبرز المرشحين للمعسكر القادم. الاثنان كانا لاعبين في الاسماعيلي ولو ظلا هناك ما لبسا القميص الدولي، ولا أعرف ما هي امكانياتهما الفذة التي تؤهلهما لذلك الآن!
السولية مثلا يلعب في الأهلي بلا رائحة أو طعم، ولا يرضى عنه الجمهور، فقط يحظى برضا وثقة حسام البدري، وقدر له أن يسجل هدفا في الدوري مؤخرا، ولذلك أصبح في مرمى بصر أسامة نبيه ورفاقه.
أما محمود عبدالعزيز فليس أكثر من توهانه في مباراة الاتحاد الأخيرة وقبلها مباراة الإسماعيلي. يجري بلا هدف أو تركيز ولولا أن طيب الذكر إيهاب جلال راض عنه ما ذاق طعم دخول تشكيل الزمالك من الأصل. في الإسماعيلي ظل مركونا على الدكة لا يلعب أساسيا خصوصا بعد إصابة تعرض لها.
الخلاصة.. يبدو أن هناك حالة خوف تعتري القائمين على الجهاز الفني وربما المسئولين الإداريين من الخروج في اختياراتهم عن حديقة الناديين الأشهر في مصر، خصوصا أسامة نبيه الذي يتعرض لاتهام تفضيله لاعبي ناد معين على آخر، ولذلك حدثت مشكلة حسام غالي الشهيرة ثم خروجه النهائي من حسابات كوبر.
العدل أساس النجاح في كل شيء. مصر ليست رهينة المحبسين.. أقصد الناديين الكبيرين. هناك مواهب ونجوم في أندية أخرى يستحقون نظرة وابتسامة وتواضعا. انظروا لأكبر نجمين مصريين محترفين في انجلترا.. محمد صلاح والنيني. لم يلعبا للأهلي أوالزمالك. في المقابل انظروا للمحترفين القادمين من الناديين، سترون أن أقصى الطموحات، اللعب في الدوري السعودي مع فائق الاحترام، أو دوري فنلندا الذي لم نسمع عنه إلا بعد إنضمام المغضوب عليه عبدالله السعيد..
من قدر له اللعب في الدوري الانجليزي يجلس أسير الدكة وحصل على لقب أسوأ لاعب عندهم رغم أنه كان يقف مرارا على الكرة في ناديه المصري الأكبر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف