الأهرام
مرسى عطا الله
الحرب الباردة بالصواريخ!
بصرف النظر عن الذرائع والأسباب الواهية التى ساقتها أمريكا ومعها بريطانيا وفرنسا لتبرير العدوان الثلاثى ضد سوريا بدعوى الرد على هجوم كيماوى مزعوم شنه النظام السورى ضد معارضيه فى مدينة دوما السورية.. وبصرف النظر عن عدم معقولية وعدم منطقية إقدام دمشق على هذه الجريمة المستنكرة، بينما هى تحقق انتصارا كاسحا ضد الإرهابيين فى دوما حيث يجرى إخراجهم فى قوافل آمنة بعد رفعهم رايات الاستسلام.. وبصرف النظر عن كل ذلك فإن ما جرى يعنى عودة الحرب الباردة بين روسيا والتحالف الغربى بعد أن أصبحت سوريا حلبة صراع بين الكبار لا يستمتع بمشاهدتها سوى مهاويس الربيع العربى المشئوم، بينما يدفع الشعب السورى وحده ثمن المراهقة السياسية للمارقين من أبنائه المقيمين فى ملاذات آمنة بالخارج.

أخشى أن أقول: إن ما جرى يحمل نذر خطر مستطير لا يقتصر على سوريا وحدها، وإنما الخطر يتهدد المنطقة بأكملها ولا أحد يدرى إلى أين يمكن أن تنتقل حلبة الصراع مستقبلا إذا استمرت رياح الحرب الباردة فى هبوبها، ولم يسمع المتصارعون خصوصا المغامرين بالعدوان رفضا واستنكارا على المستوى الشعبى كحد أدني!

إن أكثر مايثير الريبة أن يتم تنفيذ الضربة العدوانية قبل أن تبدأ اللجنة الدولية مهمتها لكشف الحقيقة على أرض دوما ومعرفة حقيقة المزاعم القائلة باستخدام السلاح الكيماوي.. وذلك يذكرنا بما سبق أن جرى فاضحا ومخزيا عند ضرب وغزو العراق عام 2003 ثم اتضح أن الكذبة ملفقة عمدا.

وثمة تساؤل مشروع حول بجاحة اختيار توقيت العدوان قبل ساعات من التئام شمل القمة العربية التى ترفع رايات السلام ولا أظن أن مثل هذا العدوان حتى لو وجد بيننا من يباركه لأسباب تخصه يمكن أن يخدم أى قضية من قضايانا المشروعة ولكن المؤكد أن خطرا كبيرا يتهددنا جميعا, وكفى دفنا للرؤوس فى الرمال ونحن نرى حربا باردة بالصواريخ فوق أراضينا!

خير الكلام:

<< العبرة ليست بمكان تواجدنا الآن ولكنها بالاتجاه الذى نبحر إليه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف