الأخبار
محمد عبد القدوس
عجائب عبدالقدوس ذكري رحيل معجزة إنسانية

هذا العنوان قد يستلفت نظرك وأنت تقول: يا عمنا عصر المعجزات انتهي فما الذي تقصده من كلمة معجزة إنسانية؟ وأرد علي حضرتك قائلا: أنا مصمم علي تلك الكلمة ووالدي الراحل إحسان عبدالقدوس كتب عنها مؤكدا أنها بالفعل معجزة! وعندما تعلم بتفاصيل حياتها ستنضم إلي وجهة نظرنا أو علي الأقل ستقول: إنها امرأة استثنائية أو »فلتة»‬ إنسانية لم يسبق لها مثيل.
وتفاصيل حياتها أنها مولودة ببلاد الشام وتحديداً في طرابلس بشمال لبنان وكان ذلك أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ومع إطلالة القرن العشرين وصلت إلي مصر مهاجرة بلا أب ولا أم يتيمة ليس لها أقارب علي الإطلاق ولو من الدرجة العاشرة!
وهذا ولاشك يدخل في دنيا العجائب.. إزاي إنسان يعيش في الدنيا »‬معندوش» أهل وحيداً تماماً؟ أبوها وأمها ماتوا وكان جيرانها يقومون برعايتها مقابل مبلغ من المال بعضه يدفعه الأب وعندما انقطعت الفلوس بوفاته تخلوا عنها، وأعطوها لصديق لهم مهاجر إلي البرازيل، لكنه زهق منها بسبب شقاوتها علي الباخرة التي كانت تقلهم.. فهي بنت عفريتة لا تتوقف عن الحركة، فأنزلها في الإسكندرية، وأعطاها لمهاجر لبناني استقر في مصر.
وهكذا نشأت ببلادنا ومصيرها الضياع بالتأكيد، لكنها كانت لها إرادة حديدية حفظتها وبسبب إرادتها الفولاذية نجحت في مجال التمثيل ووصلت إلي القمة في زمن قياسي حتي أطلقوا عليها لقب سارة »‬برنار الشرق» ثم تحولت إلي الصحافة وأطلقت اسمها الذي اشتهرت به »‬روزاليوسف» علي المجلة التي أصدرتها عام ١٩٢٥، وهذا أمر لم يسبق له مثيل إطلاق اسم صاحب المطبوعة علي المجلة أو الجريدة التي يصدرها! وكما نجحت في عالم التمثيل رأيناها تصل إلي القمة في عالم السياسة والصحافة وقبل أيام كانت الذكري الستين لوفاة جدتي فاطمة اليوسف أو روزاليوسف ربنا يرحمها مليون رحمة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف