الوفد
عصام العبيدى
أصحاب المعاشات.. وخيل الحكومة!!
أصحاب المعاشات هم خيل الحكومة.. والذي مجرد أن تنتهي مدة خدمته.. يكون نهايته طلقة في الراس.. يسمونها طلقة الرحمة!!
فأصحاب المعاشات في مصر.. هم آباؤنا وأمهاتنا.. والذين خدموا في الحكومة لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً دون كلل أو ملل.. لا ينبغي أن يكون جزاؤهم كل هذا التعنت.. وكل هذه القسوة والغلظة!!
فبعد أن حصل أصحاب المعاشات.. على حكم من المحكمة الإدارية.. بأحقيتهم في ضم 80% من آخر خمس علاوات.. وشعر هؤلاء الغلابة بأن القدر أخيراً سينصفهم.. ويمنحهم بعض حقوقهم المنهوبة من قبل الحكومات المتعاقبة!!
مجرد جنيهات قليلة.. ستضاف إلى دخولهم المتهالكة.. قد لا تتجاوز الـ 300 جنيه في أغلب الأحيان.. لكن الحكومة استكترت عليهم الفرحة بحكم المحكمة الإدارية.. فسارعت للاستشكال في الحكم.. أمام محكمة الأمور المستعجلة.. لإيقاف أى أثر للحكم!!
رغم أن وزير المالية قد صرح من قبل.. بأن الحكومة تدرس الحكم.. تمهيداً لتدبير صرف المبالغ المحكوم بها لأهالينا من أصحاب المعاشات.. إلا أن السيدة وزيرة التضامن كان لها رأي آخر.. وتصرف آخر.. فسارعت للاستشكال في الحكم وإلغائه!!
وأنا هنا لن أكرر ما قاله القانونيون.. من أن الحكومة لجأت إلى محكمة غير مختصة.. وأن حكم المحكمة الإدارية.. لا يلغيه إلا حكم المحكمة الإدارية العليا فقط.. كل ذلك لا يهمني رغم حجيته وقوة منطقه القانوني!!
أنا هنا ما يهمني الأثر السيئ.. والمعنى الأكثر سوءًا الذي خلفه هذا التسويف.. وتلك المماطلة تجاه أهالينا الغلابة من اصحاب المعاشات!!
حزن وإحباط لاحدود لهما.. خلفهما هذا الأمر لدي أصحاب المعاشات.. حتى أن أغلبهم لم ينتظروا حكم أهل الأرض.. ولجأوا لمحكمة السماء.. بأن رفعوا أيديهم التى رسم عليها الزمن كل معاناة السنين.. من شقوق وتجاعيد.. تلك الأيدي التى شقت طوال أكثر من 35 سنة ماضية.. والتى وصفها رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.. بأنها اليد التى يحبها الله.. أصبحت الآن مرفوعة إلى السماء.. تشكوا ظلم الحكومة.. وكل الحكومات التى نهبت حقوقهم.. وأضاعت أموالهم في البورصات.. بل واستخدمتها باقي الحكومات في سداد عجز الموازنات.. دون أي مراعاة لأصحاب المعاشات.. والذين كلما طالبوا ببعض حقوقهم المهدرة.. قالت الحكومات منين؟!
وضع محزن.. وتسويف ومماطلة.. لا تليق بالحكومات المحترمة تجاه شعوبها ومواطنيها.. خاصة إذا كان هؤلاء من فئة أصحاب المعاشات.. والذين يريدون أن يعيشوا الأيام القليلة القادمة لهم.. في احترام لآدميتهم وكرامتهم.. فهل يكون جزاؤهم بهذا الشكل!!
عيب والله ما يحدث لأهالينا من أصحاب المعاشات.. خاصة وهم أكثر فئة تعرضت للظلم والقهر.. بعد ثورتي 25 يناير و 30 يونيو.. دون أن يلجأوا كغيرهم للتظاهر وقطع الطريق.. لانتزاع حقوقهم المهدرة!!
وجاء قرار تعويم الجنيه.. ليسحقهم سحقًا.. بعد أن انخفضت القوة الشرائية لمعاشاتهم لأقل من النصف.. فهل نستكثر عليهم بعض الإنصاف؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف