الوفد
حسن الرشيدى
لا تستهينوا.. بالقوة الضاربة فى الأزمات!
لماذا تصر الحكومة على استفزاز أصحاب المعاشات وإثارة غضبهم.. رغم أنهم كانوا القوة الضاربة فى الانتخابات الرئاسية وتصدروا المشهد أمام صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم حتى خرجت الانتخابات بصورة مشرفة..؟!

الحكومة تدرك تمامًا أن كبار السن من الرجال والسيدات كانوا أكثر الناس حرصاً على المشاركة الانتخابية وتلقين جماعات الإرهاب وقوى الشر. والعناصر التى طالبت بالمقاطعة درساً قاسياً فى الوطنية ومواجهة التحديات والمؤامرات التى تحاك ضد الوطن للنيل منه.. ورغم ذلك تتعمد الحكومة فى توجيه الضربات لأصحاب المعاشات رغم إدراكها للظلم الواقع على هؤلاء الذين أفنوا حياتهم فى خدمة الوطن.

كانت الفرحة قد عمت أصحاب المعاشات بعد صدور حكم من محكمة القضاء الإدارى بإضافة نسبة 80٪ من قيمة آخر 5 علاوات للأجر المتغير لأصحاب المعاشات.. فى ضوء الدعوى التى أقامها النائب البرلمانى السابق البدرى فرغلى رئيس الاتحاد العام لأصحاب المعاشات والتى طالب فيها بإعادة تسوية معاش المحالين للتقاعد لبلوغهم سن الستين على أساس إضافة نسبة الـ80٪ من قيمة العلاوات الخمس إلى أجرهم المتغير.. ولكن وزارة التضمن الاجتماعى لم تهدأ.. وتحركت بسرعة.. وقامت الحكومة بالطعن على الحكم الذى يستفيد منه الذين خرجوا على المعاش منذ عام 2006.. فقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإدارى فى ضوء الاستشكال المقدم من وزارة التضامن الاجتماعى التى تبدو وكأنها تتعمد العمل ضد أصحاب المعاشات وإثارة أحزانهم.. رغم أن وزيرة التضامن الدكتورة غادة والى تحاول دائماً إظهار أنها تسعى لإصلاح أحوال أصحاب المعاشات الغلابة الذين يشعرون بالغبن والظلم.. ولديهم الإحساس بأن الحكومة تتجاهل حقوقهم المشروعة رغم أنهم القوة الضاربة ورأس الحربة فى الأزمات السياسية ومواجهة المؤامرات التى يتعرض لها الوطن بما لديهم من خبرة وحنكة وحرص كبير ودائم على مصالح الاجيال القادمة ووحدة الوطن وتماسكه.

أصحاب المعاشات الغلابة.. عقلاء يدركون الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها الدولة وكما قال البدرى فرغلى يمكن أن تقوم الدولة بتقسيط مستحقاتهم المتأخرة.. ولكن يبدو أن الحكومة ترى أن أصحاب المعاشات هم الفئة الأضعف.. ولا خوف منها..

فى الحقيقة أصحاب المعاشات الذين يتجاوز عددهم 9 ملايين مواطن أفنوا حياتهم فى خدمة الوطن.. يدرك الجميع أنهم مظلومون وغالبيتهم لا يستطيعون مواجهة أعباء الحياة فى ظل غلاء أسعار السلع والخدمات والعلاج والدواء.. وينبغى على الدولة أن توفر لهم قيمة المعاش المناسب الذى يوفر لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

ارحموا أهل المعاشات.. يا حكومة.. ولا تنسوا تضحياتهم وصبرهم.. وأنهم السند فى الأزمات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف